جرائم الشوكولاته اللذيذة

بيني وبين الشوكولاته عشق عتيق
عشق فيه من الاصالة والوفاء ما جعله يصمد أمام وجع الشقيقة المزمن و الملازم لأيامي منذ طفولتي
وجعلها اهم الاختراعات التي تتمكن دوماً من شق دروب الهدوء الى روحي الثائرة رفضاً, قهراً, دمعاً , حزناً, رقصاً, فرحاً و ضحكات
أغلب من يعرفني, يعرف عشقي الجميل هذا
ما زالت الشوكولاته تسحرني كالموعد الأول
لها غوايات معرفة الشاب الذي وضع لنا اول وردة حمراء على شنطة المدرسة غفلة
لها فرح القلب بصباح مشرق بالوضوح بعد ليالٍ طالت في كهوف الضباب
لها طعمة الملح حين نبحر على متن موجة وحلم في رحاب الازرق و المدى
لها الروح تضيق بالدنيا حتى تحسها أضيق من شكة دبوس, ثم بكسرة بني تذوب برقة في الفم تتسع لتلون رحابة السماء ببريق النجوم
على إسمها و بإسمها تطهرت بأجمل و اشهى جرائمي اللذيذة: اكل ألواح و ألواح منها في منتصف الليالي
تجريب طعمات _وتخريب قياسات_ فقط لمتعة عدم تفويت فرصة ان اتمتع بمذاقات جديدة للحياة
اعادة إكتشاف انها حلٌ اكيد المفعول بعد كل النصائح و التنظيرات في الحب و الهجر و القسوة والاسى مع الصديقات بعد جلسات الحكي التي تطول اياماً بالبيجامات و أكوام المناديل تعلو مليئة بالاسرار الممزقة والدموع التي تغسل القلب قليلاً مما يوجع حقاً
التعرف الى ناس جميلين بالنسبة لي, لا لأي سبب جوهري أخر سوى انهم مثلي: عشاق شوكولاته
في كل بلد, وكل سفر وفي كل مطار و من كل حانوت ودكان: تبقى اشهى الاكتشافات فهي دائماً بديعة وجديدة, اثمن الهدايا لأنها إختيار يمارسه لمن احب بكل قلبي, واكثر المفاجآت المتوقعة سحراً لي ولكل من اعرفهم يشاركوني عشقها
كلما احتجتها, اقاربها برهبة القبلة الاولى
لمذاقها البهي احتفالات في لساني
وهي التوأم السيامي للحرية عندي
وحدهما اريد مشاركة الكون في عشقهما
والتوأم هذا له جماليته التي تطرب روحي
تجعل جسمي يرتجف بلهفة عارمة لنيل احد شقيه
بطبيعة الحال, وإلحاح طبيعتي الانسانية البحتة: الشوكولاته اسهل منالاً وأيسر وصولاً من الحرية ككل
و:برغم السنين, وبرغم طول المعرفة و برغم عمق العشرة, تبقى الشوكولاته بالنسبة لي معياراً اساسياً للحب و المتعة والحياة والفرح
تماماً كما الحرية
حبيبي: اذ تأتي, سأعرف انك الاغلى ابداً لسببين, لأنك كما انت حرٌ رائع, ولأني كلما إشتهيتك,سأصبر على المزيد من إكتشافك بأن أتخيلك بطعمة الشوكولاته

عيناك زيتون, وقلبك برائحة زعتر


صدفة بحت جمعتني به
طائرة اخيرةعلى اهبة سفري في الغد قبل حرب و بعد انشغال اخر بسلم زائف
وحكي يريد ان يُقال فوق صحون مائدة عشاء رتبتها الشهامة الفلسطينية التي لا نقاش معها ولا جدال
بين صديق افتراضي و كاتب حقيقي و طالب برسم المعرفة, وانا: جاء حزن عينيه الى تلك الطاولة التي سررت ايما سرور لمعرفتي بامكانية تواجد مثلها في احياء عمان القديمة
صامت كالصبار العنيد المتعشق ارض بلادنا الغائبة انتظاراً وراء غيمة دمع لا تمطر
صوته_إذا أطل_ من بوح عتيق طال انتظاره, ولا يسرد في المواويل
من مكان لمكان في شوارع المدينة الليلية المزاج في صيف2006 اللاهب, ومن حديث صاخب الى صخب مكثف مني ومن صديقنا المشترك بعد ان انفض بعض الجمع و انضم جمع أخر إلينا, بدا العالم مسرحاً ممسوكاً بخيوط غامضة تتشابك و تترابط فيما بينها الى حد التوازي او التطابق احيانا
ًبالحكي: قليله منه, و غزيره منا, عرفنا ان بيننا اصدقاء وحكايات نحكيها عننا معهم (عرفت قصة طنجرة البامية لاحقاً عزيزي: تضحكني و تبكيني للآن) وبيننا البلاد الساكنة بنا والسكونة باطيافنا اياها, والقضايا المشتعلة اياها و دخان رمادي من الاشتياقات و الخيبات و الاحزان التي لا تنتهي
ومع ذلك, ظل رابضاً على الهدوء الذي يخفي عاصفة و زلازل وراء حرف, لو قيل
لم يقله يومها, واعتقده لم يقله تماماً الى اليوم: حرفه المدوي تماماً كما روحه بكل ما يعج فيها
بعد ذلك اللقاء الذي يصر اني لم اتبين كم هو مزعج فيه_ واصر انا اني لم اسمعه يحكي حتى اتبين مدى ازعاجه لي _ظل بيننا خيط غير مريء ولا ينقطع تماماً و لا يواصل نسجه دوماً من التواصل
تواصل سريع وعميق لدرجة ان يهزني ان اكتب عنه هذه الحروف التي اريده يقرها ليعرف اني حقاً لا اود ازعاجه حين احكيه بشراهة,فقط اكون مشتاقة لدفء طابون يخبز الاحلام في حروفه, ولارادة تفتح للامل الحزين طاقة شهية على تنفيذ هذه الاحلام الهائلة الوقع في قلوبنا
تواصل كضباب شفاف و رقيق: يداري قليلاً باذخ حزنه و لا يغطيه تماماً
تواصل بخيل, ويجعلني احزن اذ لا استطيع ان ارفع عن روحه وقلبه الوجع الذي يميد بهما في برد الاغترابات اللا اختيارية
علاء: يا هذا الذي وطنك حقيبة وانت المسافر, كلنا نسافر بعد وهذا الوطن لا تسعه حقائبنا , ومع ذلك نظل نحاول نلمله عن ارض المطارات الغريبة والشهقات الفارعة حين تباغتنا الذكرى والذاكرة, ودوماً ستطن اجهزة انذارات الامن بأننا نهرب في عيوننا زيتوناً ممنوعاً وان من يدينا يفوح عبق زعتر غير شرعي
عيوننا الحقائب و ايدينا جوازات سفرنا السمراء , واشهى التهم :فلسطين