عبث

السيد شريكي في الحرب اللي مش عارفة فعليا ع شو
بما انو صارلي شي بيخليني اغضب تماما بس اقرأ كلام زي كلامك عن ايميلي, و بصير افكر بذئب ما دماني مقابل انو حبيته و كنت مستعدة ادفع عمري, حرفيا عمري كلو واهلي و مطرحي و كل شي بحياتي بخبل شديد لأقدر اسعدو, وما تعنى الا يقللي "اسف" بعدما انا قررت انو بجد بدي اعرف شو صار بحياتي,وليش خسرت حب كنت بتعتبره الاكبر بعمري بدون ما افهم ليش, بس كمان بعدما بطلت تنفع بشي الكلمات, بيطلع معي هيك حكي ممكن اعمل اسقاط عليك ببعض منو , بس اكيد ما بعرفك شخصيا و لابعرف ملابسات حياتك ليكون موجه الك تحديدا, فيعني لا تاخدها شخصية كتير, بس من حظك الهباب انو انت اللي طلعت بوجي ع هالبلوغ سفير لنقوص ع بعض و يتفرجو الهتيفة
::


اكتشف يوميا عبثية الاشياء, فلا قيم و لا مبادئ و لا مثل يميت المرء نفسه ليحافظ على تطبيقها في حياته عادت مجدية بحسب تجربتي

فليكن ما هو كائن, ايميلي او سواها, كم يمكن ان تتغير الاسماء و النتيجة واحدة؟

لقد كنت ايميلي كذلك _بفارق الوصف من بلور و ضي الى عينين كحلاوين وضحكة تعانق العالم _ في لحظة قمر او عطش, ما هم: في النهاية خسرت كل شيء, حتى وهم الذكرى

لا داعي لحرب و لا لبطاقات حضور مبارزة جبابرة _واي فخر ان يحولنا الجرح جبابرة في حزننا؟_ولا لأي شئ, فأي شيء لن يتغير: تلعب لعبة الروليت الروسية بكامل عتاد مبادئك و قيافة الصدق العالي, ومع ذلك: يُستباح دمك تماماً تحت بند "بعبصة"والرصاصة الوحيدة تصيب قلبك بالزبط, هناك في وسط الصدر مع ميل خفيف لليسار

فبما انو الاشيا هيك: مش محرز حتى الحكي واعادة الحكي و الادعاء انو في اهتمام و تأنيب ضمير (ما بعرف شو تعريف كلمة ضمير عند اللي زي هيك!)

يمكن بتبقى مساحة صغيرة و بخيلة لأمنيات ما بيعرف الواحد لو بتحقق, بس بتضل عالاقل طريقته لحتى يفرغ رغبة قتالة بالانتقام غير المباشر من اللي سفح قلبو وروحو و ببساطة: دعس بنص دمو و مشي

بالاخير: الحياة ام بعابيص هاي الها طريقة تسترد لكل ايميلي ومن كل ذئب ثمن اللي حطوه تحت الحساب, لوقتها: انا شخصيا مستنية, ما بقى عندي شي اخسره, و لا كمان ايميلي اللي ممكن تكون بجد عنيتلها شي_ او كتير اشيا لأنها بجد حبتك _و عم تلعب عليها وانت عارف انو انت مجهز سلف كل التبريرات زي سوء التوقيت والمكان و الزمان لأخر هالليسته اللي انتو الشباب الحلوين واللي بتستاهلو البهدلة معاكم اكيد عارفينها و حافظينها و مطبقينها كتير, وواضح انو ناجحة معكم لحد كبير

ولأنو هيك, ما بتمنى لحدا يكون بمحلي او بمحل ايميلي من الذئاب اللي بتقدر بضحكة واتقان رهيب للكذب تخلينا نحس انو العالم مش ممكن يكون بعد احلى, ما بتمنى انو هني انو يتألمو بذاتهم,هيدا ثمن قليل واصلا مش كافي ليحسو شو نحنا منحس بهيك وضع (اذا ممكن يحسو اساسا)
بتمنى اعز احبابهم يتألمو و ينزفو روحهم وهالذئاب تكون مكبلة بعدم قدرتها ع اي شي غير الشعور انو الحياة عم ترد لهم الكف ذاته اللي طعموه لغيرهم, والاهم: انهم تماما بيستاهلوه

تخيل لو اختك بمكان اميلي؟ مش من منطلق ذكوري او مستضعف للنساء ولا بطيخ,طيب يا عمي اخوك, بس بجد, قديش ممكن تعيد النظر باللي بتعمله لو بتفكر بلحظة بالعجز اللي ممكن تحسه لو حد من اخواتك, يعني اقرب الناس لروحك و اغلاهم اللي بتتشارك انت و هني الروح و الدم ذاته, كانوا كمان بمحل ايميلي اخرى مستباحة وخسرانة كل شي,كل شي تماما حتى احترامها لذاتها لأنها صدقتك و مش لأنها بتستاهل, بس لأنو انت حبيت تستمتع بلحظة وما قلتلها عنجد عن حقيقة الاشيا جواتك ,و هي كل ذنبها انها ما كانت ممثلة منيحة كفاية لتوهمك بأنك صياد شاطر؟

بتعرف : عنجد الحياة مش عادلة بالمرة: بتحب حدا و بتصدق وبتعمل كل شي بتعرفه لتمشي الامور ولتسعدو وتسعد معه, وهو بيكون من اولها مستهين بكل شي فيك بس عم بيجرب, عم بيجرب: شو هالكلمة القوية؟ لأنو قلوب الناس فيران تحارب او صراصير بتدعسها و بتمشي بس تخلص تجربتك او تنتهي رغبتك او ببساطة: تمل و يصح لك شي تاني

مش عدل انو انت_كذئب_ بتربح كل شي: تجربة تضيفها لسجل تجاربك اللي عم يطول, وقت حلو قضيته بدون ما تتحمل فيه ضغط من اي ناحية, حدا بتعرف انو بيحبك كتير و هالشي كتير مهم طبعا للإيغو تبعك, وانسحاب غير مبرر الجبن ( انت بحالتك في خناقة و طبشة بباب, بحالتي مسنجر و تلفون انا عملته.بحالتك كتبت شي ع الاقل ممكن تقراه هي و تحس انو يعني, عالاقل في اثر لأنو عندك ضمير و احساس ما انو كان ممكن تكون الاشيا غير, بحالتي ما في غير السكوت و هرب لسكوت افظع)

بتربح كل شي , وتجارب جديدة جايي كمان_كم ايميلي رح تعد بعد لتشبع؟_ وكلمة النهاية اللي انت بتحطها محل ما بدك وقت اللي بتحس انو بطل مسلي هالفلم

واللي بيخسر_ايميلي وانا مثلا_ بيخسر كل شي , كلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل شي. وبيجرب يعزي حالة انو هوي كان صادق وواضح و محترم مشاعره, بس برضو هوي اللي كل يوم الصبح رح يفيق يسأل حالو اي جروح جديدة مخبي لو اياها هالنهار؟ وشو بعد في اشيا ما جربها ليقدر ينسىو يتخطى؟ واي ذكرى او كلمة او منظر رح يحسسه انو بيتمنى يختفي قدام حالو ع قد ما اهان حالو بأنو صدقك؟
ما بيكون اهون و اسهل و اكثر احتراماً لقيمة الانسان اللي قبالو الواحد و لنفسه برضو ان يقللو بالزبط شو حاسس بوقتها, بدل ما كل ما سألته يقلك انو ماشي الحال و فجأة يهد المعبد ع راسك و يضيع قلبك تحت الردم؟


كملاك, ام عين انكسرت تماما قدام قلبها, بقلك انو ع كبر هالشعور بالضعف والمذلة هلق, ع كتر مشروعية اني اتمنى_وبكل اللؤم اللي ممكن اقدر اوصلله ليعادل الطريقة اللي تم التعامل فيها معي

بتمنى يكون حدا عزيز وغالي ع الذئب اللي جرحني(اذا يعني هيك بشر بتحس بالمعزة والغلاوة)بمحلي للحظة, وساعتها بتكون الحياة المبعبصة انصفتني ع طريقتها, ولو متأخرة, ولو اني ما بدي فعلا هيك انصاف ما بيرجعلي شي من ذاتي اللي خسرتها بهاللعبة الخايبة

يا حرية, يا فرحة نارية*

في شأن عام, له وجه شخصي:
اليوم, بعد أقل من ساعة, يطوى_وللابد بسواعد المقاومين_ملف الاسرى اللبنانين و العرب في السجون الصهيونية, ليستكمل ملف اسرانا الفلسطينين فيها حتى اطلاق اخر اسير\ة وطفل\ة من باستيلات الصمود في وجه عدونا
وهذا الملف مرشح للاغلاق سريعاً اذا ما عرفت المقاومة الفلسطينية كيف توظف تبادل "جلعاد شاليط" وتضيف الى اسمه اسماء اخرى تجبر اسرائيل على انهاء خدمات كافة سجونها وسجانيها, لتعود مواجهتنا معها الى مربع احتلال يجب اقتلاعه من ارض مُغتصبة.
ملف التبادلات بين اكثر من جهة مع دولة العدو ماثل و حاضر, وعسى فيه دروساً و عبراً مفيدة ومطلوبة لاغلاق ملف انساني و نضالي بذات الدرجة. في مقلب اخر, لبنان من الناقورة للعاقورة مجلل بالفرح اليوم, فرح عودة "مانديلا العرب" البطل سمير القنطار كاسراً عين اسرائيل وكل الذين يروجون (وما اكثرهم عرباناً) لعدم اطلاق الايدي الملطخة بالدماء حفاظاً على خط الاعتدال و السلام, وفرح عودة المقاومين الاربعة"الشهداء الاحياء" الذين وقعوا في أسر الصهاينة اثناء تأديتهم واجباتهم الوطنية في ميادين حرب العام2006
اذاً: عامان على الهزيمة العسكرية يا دولة بني صهيون(وهي ليست الاولى و لن تكون الاخيرة طالما فينا رابضون على الوعد"وان عدتم عدنا"). والان نصر انساني و نضالي مدوٍ لشعبنا المقاوم بكل اطيافه التي تلون شوارع لبنان اليوم ووجوه الشرفاء من ابناءه, هذا البلد الصغير الجميل الموصوم بالتقاتلات الداخلية والمنخور بالطائفية وبشحار ابناءه الذين يقدمون بالوقت ذاته ابداعاتهم في صنع وجه المنطقة بايقاع فريد, هذا البلد الرائع المقاوم يختال اليوم برئيس يدعم المقاومة و يشرف كل شريف وبشعب بطل بكل المقاييس, شعب عاد الى ركام بيوته وخراب رزقه ليزرع الاخضر في اليباب وليعلي دوراً تشرف على فلسطين المحتلة لترد مع صدى فراغها"عائدون"
وقد عدنا, واليوم يعود اسرانا و غداً _وان طال الغد_تعود الينا ونعودها فلسطين حرة حرة حرة, وهذا وعد سيتحقق, فمن كان ليصدق ان سمير قنطار قد يتحرر من حكم ب 542 سنة سجن؟ وها هو اليوم يمتشق بندقية عماد مغنية في دلالة بالغة ليتوج عملية "الرضوان" بخطاب يلقيه في جماهير ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت التي اكلت نصيبها وكفاية في حرب 2006 التي بدأت بغية تحرير سمير ورفاقه تنفيذا لمقولة "نحن قوم لا نترك اسرانا في السجون"
ونحن قوم وعد سيد منهم اسمه حسن نصر الله بنصر واتى, ووعد برد موازٍ لغلاوة دماء عماد مغنية و سيأتي, ووعد فلسطين بأن تراهن علينا في الشدائد, ,لن يطول الرهان
سيأتي فرح ناري بعد: من نير الظلم و نار الارادة وصليات رصاص يعرف اين وجته دوماً: في صدر عدوه او في رحابة سماء لا تتسع لفرح عين ما نامت على ظلم
::
في شأن خاص, له وجه عام, وهو يخرج الى علن:
وليزيد صباحي و يومي وعالمي اكتمالاً اهدتني ام سمير ولميس صوتهما الفرح باكرا باكرا
تشكرني ام سمير على مشاركتي في الفرحة اليوم كمشاركتي في صنعها, منبدايات تعارفنا عام 1997مرورا باضراب الطعام تضامنا مع قرار الحركة الاسيرة بخوض معركة "البطون الخاوية"عام 2004 و الدخول الى المستشفى بحالة خطرة, الى الاحتفال بأعياد ميلاد سمير على مدى الاعوام الماضية مع الاسرة بانتظار عودته, حتى زيارتها في بدايات حرب تموز و اجراء اول مقابلة معها في تلك الايام التي نتمنى ان "تنذكر و ما تنعاد" الا بوابل الرد على كل اعتداء صهيوني على كرامتناو حريتنا.
اتصال افتتحتُ به يومهما الكبير و افتتحت هي به موسم فرح جديد وناصع و مجيد
ومن ميليا الغالية (واريد ان اتفشخر كثيرا بهذا) هدية ذكرى غير متوقعة, وغالية غالية كما فرح يومي هذا
للحبيبتين اللتان شد ما اتمنى ضمهما الى قلبي المترع بالفرح و الدهشة: طوال كل ذلك الوقت كنت اقوم بما اعتبره واجبا فحسب, ولم انتظر عليه جزاءولا شكورا, ولكن شكركما في هذا اليوم تحديدا له وقع مزلزل في وجودي كشخص و كانسانة تنتمي الى هذا العالم الذي يظل يقشر حيطان الظلم بأظافر من حديد ليكشف جمالاً اصيلاً في قلوب ناسه الذهب
وما اغناني بكم و بانتصارات من نور كتبناها مع شعبنا البطل على حيطان سجونك يا دولة اسرائيل
*التعديل في كلمات الاغنية ناتج عن فرح مقصود و ثقة مبررة تماماً

ليحي ابو صافي


نخب مرفوع برسم الحزن القادم


مر عام يا صديق


عام على معرفة خاطفة سريعة ازهرت بيننا حكي و صداقة امتن من المسافة و اوسع من ان نحكيها بكلمات
ولأنها الذكرى ايها الجميل روحاً كما لا مجال ولا مكان للتشكيك,لأنها الذكرى: ارفع لعينيك البعيدتين عن هذا المكان نخباً لكل شيء كان, لكل ما سيأتي من لحظات يعجز فيها الحكي و يحل الصمت عميقاً جارحاً صافقاُ بوجه بلاغتنا ابواب الكلام.


وهي صور, مدينة تتمنى ان يعتقها الازرق من بعض احتمالاته: الخير و الخراب, الزلازل والمواسم, الاغاني و كل ما قد تحبل به الامواج.


صور تتكئ على حافة البلاد_او حد البلاد, او على طرف الما بين بين مما هي فعلا البلاد بالنسبة لي_ و تطل عليها عن بعد ليس كثير و تطلق اهاتها في مدى مستحيل على اللقى, وكذلك عصي على كل المرصود على اسم الهجرات من فراق.
وصور تستجدي فرح العابرين و المقيمين: نوارسا وقوارب جنى, مغتربين و نازحين الى فئ صيفها البديع وتغني لسهر تشتاقه ولا يأتي


"الدنيا اجت ع موعدها و انت بعد ما جيت"


اسمع كلمات الاغنية التي تحكيني, اشعرها كلماتي التي لا يعرف كيف يحكيها قلبي بصوت اخر, قلبي انا, ناطورة الذكريات وسادنة هيكل الانتظار التي تحرس الحكايا من النسيان. قلبي المحكوم بالامل و الانتظار و الحب المستحيل الذي يبتلعه دوماً بحر ما: من ماء الاحتمالات او من صمت البعاد او من سكاكين الفراق.


احول وحي الى بحر اخر:المقبرة بحر من اخر موت و حياة.


كل هذه الشواهد الخرساء لكل اولئك الناس الاحبة والغرباء,كل هذا الموت اذن. اللعنة: صمتهم اكبر من ان اطيق جهلي به.


وكل هذا الاخضرار! أمن جثامينهم يتغذى نسغ كل هذي النباتات فتخضر و تنمو اكبر هكذا؟ أمن تحلل ارواحهم هم تخضر ارواح النباتات فتتوحش في التعالي و التمادي جمالاً و تلوناً بكل هذي الاشكال الفذة الابداع؟


الموت و الحياة هنا ايضاً, يجتمعان على تلة هي الاجمل و الاعلى في صور, بالزبط على كتف جرف تنمو في حضنه قصص الحضارات الغابرة و حكايات الموج لشاطئ تحت قدميه كنوز التاريخ واحتمالات الخرافيات التي تنوء برهبة وقعها هذي المدينة.


ماذا لو حكت هذي الاحجار التي تملأ صورة المكان في عيني وفي الذاكرة؟

اي حكايا ستفور بها سماء المدينة و يعجز عن تحملها بحرها؟


في حضرة كل هذي الحجارة التي فيها حكي كثير و غزير, ولا كلام, في حضرة اسرارها المدفونة معها اشعر بالضآلة و بحاجة ناهشة للهروب مني الى مساحة اخرى تخفف عن روحي وقع ارتطام الذاكرة بصوان الحاضر.


أغمض قلبي على شهقة وجع لا اعرف كيف اداريه بعد. أفكر بما قد يريحني, أحد الاحتمالات هي ان أقول لي: قد أكلم يحي الليلة.


وفي الليلة, حين يتسيد هلال وليد سقف عالمي,احمل سماعة هاتفي و ابحث في الاسماء و الارقام عنك. للحظة افكر: ماذا اقول له؟


سأسألك عن الحال و محروسة قلوبنا القاهرة, وستجيب .ثم ستنفذ الى عمق الاشياء مهما حاولت ان اغطيها.


ستسأل باهتمامك الفارع كطولك"مبسوطة؟" واعلم انك ستنتظر جوابي الصادق, لا المعد سلفاً ككليشيه لصد بقية الاسئلة التي قد تنتج عن الاجابة الحقيقية الوحيدة. و سيكون علي ان أقول لك اني لست افهم بعد.


لقد مضى عام وحسب على معرفتنا, ومضى العمر على معرفتي بلعبة الحياة و الموت. مضى العمر في رفض الاقتلاع و محاولات الانزراع في التربات الغريبة.مضى العمر في حب صور المشروط دوماً بالحنين لحيفا لا اعرفها. مضى العمر ولا زلت لا استطيع ان افهم, فكيف بجواب "نعم او لا"عن سوأل قوامه كلمة سنفكك اسرار العالم و نوغل فيها حكيا و شرحا و محاولات فهم حتى نأتي على بعض حيرات السوأل؟


لذا, فحين سيأتي الليل و تهبط الليلة بكل تفاصيلها على المدينة, سوف انزوي عنك بصوتي وسأفكر بحاجتي ان احكي كل ما في داخلي بصدق ذات حضور. لقد باتت تؤلمني جليدية الهواتف, وللحقيقة يا يحي: انا بحاجة لحضن دافئ يمسح عن روحي برد وحدتها المختارة بعناية قاتلة.

ايها الغالي: ذات احتياج اتفقنا ان بكرا احلى, احتاج ان اصدق انه كذلك. احتاج ان اصدق ان الدنيا قد تصدق في موعدها و ان كل من غادروني , قد يعودون الي بطريق اخرى تجعلني لا افقد ايماني الطفولي بصدق وعدهم المستحيل.

الدنيا لم تأتِ على موعدها, كاذبة الاغاني و قلبي الصغير يغاوز في اعلان اكتفائه من خبل الدنيا, ويلف وجهي نحو البحر و يقول وعداً بالمجئ الى ارض ترضعنا الاحلام و الامل والعناد اللازم لكسر المستحيل.

هذا القلب يا يحي يعرف ان الاحزان بلا شك قادمة, وان بكرا سيمر بألف اه واخ حتى يكون فعلا احلى. حتى الغد الذي سيمرمر حلاه ايامنا سيتعتق فيها الفرح المرير: ليكن نخبنا هذا, سلام روح لروح لا تُرى على المسافة نخباً لفجر جديد. وتُحس بكامل العمق اللازم كي تحلي ما قد يأتي من مرارة اي وكل يوم بعد.

نخبك يا رفيقي, نخب حزننا القادم