بأبسط تعريفاته عندي : اليسار هو "الضد" ا
ضد السلطة و ضد القهر و ضد القمع و ضد الظلم ومصادرة حقوق الناس وضد كل ما قد يهمش ويهشم قيمة الانسان
تعريفي هذا نابع من قناعتي بأنه يستحيل ان أكون ولو للحظة في صف اليمين بمعنى موالاة السلطات والدفاع عنها وعن مصالحها, اياً كانت هذه السلطات من سياسية الى اجتماعية وصولاً للسلطة الابوية
ورغم يقيني بصحة ما أؤمن به, والذي تؤكده لي التجارب اليومية, الا أني أجد نفسي دوماً محتارة في تصنيف دعمي المطلق للمقاومة الاسلامية في جنوب لبنان ضد العدو الصهيوني, وأنا العلمانية بإمتياز و التي تختلف مع منطلقات الدين و الايمانات بالغيب في كل تفصيل و جزئية في الحياة وما بعد الموت
فهذه المقاومة هي بالاصل وليدة من رحم حزب ديني يميني بإمتياز. وهي استغلت كل فرص الصعود على ظهر, ولعلها جثث الاحزاب اليسارية التي شكلت فيما مضى عماد المقاومة الشعبية و العسكرية عبر "جمول" مع بدايات الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982
وهي المقاومة التي وراء ظهرها حزب ينسب النصر لله ويقرر هكذا وبجرة شعار ان يصادر حقي وغيري في التباهي بأننا جزء من هذا النصر المتجدد على الصهيونية كتنظير وممارسة لمشروع القطب الواحد للسيطرة على مقدرات العالم عبر تقاطع شبكات المصالح والمال و السلاح والسلطة
والمقاومة الاسلامية هي التي تتجاهل لليوم ممارسات الجيش السوري ايام تواجده في لبنان و التي سماها الرئيس السوري بشار الاسد بالاخطاء. هي في بعض الزوايا خطايا لا يمكن العبث في محاولة تغطيتها او توريتها او محاولة تخفيف وقعها بإطلاق اسم دلع عليها هو "خطأ"
وحتى كل محاولات اكثر المواليين والمستفيدين من علاقاتهم مع النظام السوري سابقاً او الآن عدم الاشارة الى سوء وفداحة هذه الممارسات بحق اللبنانين والسوريين معاً, لا تنفع في جعل الناس ينسون مرارة و هوان ما لاقوه على ايدي ازلام غازي كنعان ورستم غزالي في لبنان.
وهي كذلك المقاومة التي ترفض التدخل الامريكي و الفرنسي في شؤون لبنان الداخلية و بذات الوقت تنتظر مع باقي الفرقاء السياسيين في
لبنان نتائج مباحثات العاهل السعودي مع الرئيس الايراني في الرياض على احر من الجمر لمعرفة ما سيسفر عنها من اتعكاسات على الوضع الذي طال ضيق الناس برتابته و ضيق افقه.وهي المقاومة التي يمكن ملاحظة التنظيم الدقيق المستمد من قوة "التكليف الشرعي" الذي يحميها اجتماعياً وسياسياُ بين الناس لدرجة تطوعهم بالمجاهرة و بكل فخر "فدا اجر السيد" , والسيد هو حسن نصرالله الامين العام لحزب الله الشيعي بامتياز و الذي لا تنفك شعبيته و محبته كشخص تتعاظم في نفوس الناس في لبنان والعالم كأيقونة رفض و حرية
بهذه المعاني, ومن هذه الزوايا: ينبغي بيسارية "ضد" مثلي ان تقف على نقطة النقيض التام مع المقاومة الاسلامية
ولكن: انا مع هذه المقاومة! ا
فاللحظة تفرض اليوم على الجميع ان يحسموا خياراتهم وان يقرروا اي الخندقين سيكون متراسهم المتقدم في المواجهة التي تقرع ساعتها بحدة متعاظمة هذه الايام
وقد قال حسن نصر الله العام الماضي في ذكرى اغتيال عباس الموسوي"الامين العام السابق لحزب الله" في احتفالية اقامها الحزب للمناسبة في قصر الاونيسكو ما قبل عدوان تموز انه بين قطب الولايات المتحدة ومن معها وبين قطب يتشكل لمقاومة القطب الاول من فنزويلا مع اخينا تشافيز مروراً بإيران وسوريا فلبنان ووصولاً حتى غزة, لا اعتقد ان على حزب الله ان يُسأل عن اختياره
وهكذا هي الامور بالنسبة لي و لكثر اعرفهم الآن: سيأتي وقت الخلاف الايدولوجي و وقت نقاش العقائد وتفنيد ملائمتها للناس و الدور التاريخي والراهن لمنطقتنا بشعوبها و ارثها الحضاري . وأثق بأن يساريتي المعتمدة بالكامل على العقل و حججه و شكوكه الهادفة الى بسط اليقين في كل الحقائق على ارض الواقع و الممارسة, تمكنني من حوار منفتح ومتنور مع حزب الله كفكرة دينية وكممارسة يومية و فصيل رائد في المقاومة ضد الاحتلال
أما في هذه اللحظة, فحزب الله بمقاومته الرابضة على التصميم على اذلال الصهاينة و كسر حربة مشروع القطب الواحد هو ابلغ و اسطع تجليات "الضد" الذي يجعل لليسار اي معنى, وكل معنى عندي
الآن كما في كل دوماً, انا الى صف من يقاوم بعلو الروح و كامل الدم الحر من يريد ان يخنق الانسان و يقتله في بلادي: قيمة و تاريخاً و غداً
وبين قطب يريد ذلك بكل شهوة الدم المتعطش للخراب, وبين قطب يقاوم هذا التوحش بهادر الكرامة, لا يسعني فعلياً واخلاقياً و عملانياً الا ان اشهر موقفي النقدي و الانساني و اعلن: انا مع حزب الله, فهم رفاقي الصفر
هناك ٥ تعليقات:
رفاقك الصفر؟؟
جميل، جميل جدا، لكن رفاقك "الصفر" عجبتني. هذا يذكرني بقصة عن لعبة كرة قدم بين فريق حزب الله (العهد)، وفريق النجمة، فريق الشارع الجنوبي. وقتها كان الجميع مهتما بمعرفة إلى أي جانب سيقف الجمهور، وهو جمهور حزب الله، وأيضا وبنفس الولاء، جمهور النجمة
فريق النجمة يلعب بالأحمر، فريق العهد بلون حزب ألله، أصفر ليموني
الكل أعصابه مشدودة، والمعلقون الرياضيون والسياسيون ينتظرون معرفة موقف الجمهور
بدأت اللعبة، والجمهور يبدو محايدا (الكل يعرف أن السيد كان يتابع اللعبة). فريق العهد سجل هدفا، الهداف يجري محتفلا، زملاؤه في الفريق يلحقوا به ويعانقوه، وفجأة إنفجر الجمهور مغنيا
هالصيصان
تراترا ترا (حركة تعمل بطرقعة اللسان في الفم)
شو حلوبن
تراترا ترا
عم بيدوروا حولين إمهم مبسوطين
.....
إلى آخر الأغنية
ويقال أنه حتى السيد ضحك على هالموقف
عادت والعود اصفر..
وين هالغيبه الصفرا.
بما انه عمر الاحزاب اليساريه قصير
خلي معزتك لحزب الله محدود...خلينا نوخد الجزائر وايران وحماس كنموذج
في البدايه حركات ثوريه وانتهى ثورتهم بمواقف ظلاميه تجاه ابناء شعبيهن ورفاقهم
نحن مع اي ثوره لتحرير الانسان من قيود السلطه والظلم والاحتلال ولكن لا نرضى ان نكون المظلوم الاتي
إرسال تعليق