منذ فترة و نحن _قاطنو لبنان_كذلك مقطوعون من الكهرباء, وهذ ا امر اعتيادي بالنسبة لنا.وهو امر كان مادة تندر من قبل اهل غزة علينا, حيث اذكر ضحك نورس على حالنا المايلة : معقول نحنا ومتطورين اكثر منكم؟
الان دور غزة التي فوجئت العام الماضي ليلة خُطف جلعاد شاليط بعدم تعود اهلها على انقطاع الكهرباء اثر ضرب محطة الكهرباء القريبة من مخيم النصيرات
فعلاً الامر ساخر بشكل هستيري بالنسبة لي, نحن تنقطع كهرباؤنا دورياً و يومياً بسبب سوء التخطيط واستغلال موارد المياه الغزيرة في لبنان_الامر الذي مررنا عليه بمرارة انا ورنا ومحمد في جولة وداعية لهذا اللبنان الجميل حين اشرفنا على بحيرة القرعون المديدة الخير في سهل البقاع_ واُضيف اخر الاسباب واكثرها اقناعاً لنا هذا الصيف بأننا نُعاقب على تأييدنا للمقاومة حيث غابت الكهرباء عن مناطق الجنوب و الضاحية و البقاع بمعدل 22 ساعة يومياً,واليوم تعود بوتيرة اكبر قليلاً بسبب احتجاجات الناس و بعض الاضطرابات التي إحتويت قبل تفاقمها لأن وضع البلد لا يحتمل اي نوع من القلاقل اضافة الى الحماوة السياسية المستعرة منذ اوقدت تلك النار العجائبية التي تظل تحترق بعد انقضاء سنتين و نصف على اضرامها في 14 شباط 2005
ومنذ وعيت على هذا العالم العجيب اعرف ان كهرباؤنا نادرة كالخبز في ليل الفقراء, وشحيحة ككرامة الشنبات العربية , ومع ذلك لم ارى يوماً طفلاً في شوارعنا يتمنى "السكرة و لا الفكرة"
والان افكر:ألأن وراء اولئك اللاطفال اهل يربونهم ان للكرامة ثمن ولا بد يُدفع؟ وان الاوضاع المعيشية مهما ضاقت , لا بد تتغير في النهاية؟ لقد عشنا حصارات مريرة و تسلخت جلودنا في قيظ الصيفيات الحارة التي ألهبت فيها اسرائيل سماواتنا و ارضنا و بحرنا فيها بالموت, ومع ذلك: ما هانت كرامتنا وما هُننّا
واغص بسخريتي اذ ارى غزة الان تدفع حصتها من اتاوة المقاومة, وألسنة اهلها من طفل لشيخ تلهج بالرفض لظلم العالم الواقع عليهم بقطع الكهرباء عنهم
طيب ما الذي يطلبه اهل غزة من الصهاينة و حكومتهم العميلة المتمرسة وراء اقنعة التسول على اسم شعبنا بقيادة الاقتصادي الجهبوذ فياض و طفل السياسة المعجزة ابو مازن؟
رفع الحصار الاقتصادي؟
صرف الرواتب؟
فتح المعابر؟
اعادة الكهرباء؟
تحقيق وعد القائد التاريخي _تصفيق حاد لو سمحتم_ابو عمار طيز الافتراضي بتحويل غزة الى سنغافورة العرب؟
يا احبة: سيسمحون لنا "اسرائيل و عملائها من ابو مازن وفؤاد السنيورة وسلام فياض ومن شابههم , وهم كثر"بأن نعيش على حد تمني الموت او اقرب الحلول شبهاً به عبر الاستسلام بالانقلاب على المقاومة عبر صرخة لقمة العيش والتذمر المزمن من الاوضاع المعيشية التي لا تُطاق
هذه خطتهم القديمة المتجددة الان, ولكن:ما الذي عندنا نحن؟
مقرف ان ننقطع من الكهرباء, ومقرف ان نعاني بسببها من انقطاع المياه في مدينة كصور, ونحن خارج قيد الحرب و الاحتلال اليوم, ولكن هذا حالنا, كما اغلب مناطق الجنوب, لأننا مع المقاومة, ومع ذلك: لا مساومة على خيارنا
انا لا انظّر, وارمي نفسي سلفاً بألف حذاء لو في نيتي اي شبهة من التنظير على اهل غزة, الاحبة التي تتقد قلوبهم بالغضب و الثورة التي حتماً قادمة
ولكن سوألاً ملحاً ينخرني منذ سمحت لي الكهرباء بقراءة ما كتبته رامي و الافتراضي: ماذا نتوقع من عدو كالصهاينة؟
بالمناسبة حضرة الملا: دعوتك لي_مع اني مش فاهمة ع شو دعيتني بالزبط_ جاءت لامارس التدوين على طريقة الشيخ احمر: المدونة لبصق القرف و الغضب المتراكم
اقول ما اقول فقط لأننا مررنا بهذا الجحيم, نحن الذين على الجهة الاخرى من الحدود المصطنعة و التي قلوبنا تكسرها بنبضها الحراق المتواصل يومياً,وها نحن بعد احياء, وصوت عزتنا ينخر هناءة الوهم الذين يريدون ان ينقعوا حالنا و مآلنا فيه
هنا من يرمي الاتحاد الاوروبي بالمسؤولية عن الوضع ,وهناك من يحملها لحماس , وانا شخصياً ارميها بوجه كل الذين يريدون حرية و حياة كريمة و ليسوا مستعدين لدفع الثمن الغالي حتى النهاية: كهرباء او ماء او اسر او تنكيل او قتل, او او او ما تتفنن به العبقرية الصهيونية من وسائل تضييق على الحياة حتى الضيق بها
معليش يا اهل غزة, يعني معليش و اسمحولي : فيقوا عاد, يعني بدكم تأيدوا حماس و ما تعجبكم فتح وازلامها بنهجهها الانبطاحي" طلعت ع وزن طل سلاحي من جراحي هيدي, كانت اغنية مشهورة هون ايام كانت فتح قائدة الكفاح المسلح بزمانها" وبدكم الحرية , وفوقها كهربا وتسهيلات حياة يومية كمان؟
ايه يعني و بالمصري قوي: آحااااااااااااااااااااا
::
لم نمت لأننا لم نمت, بالصدفة الحسنة او لسوء حظنا لم نمت, وهذا واقع الحال.ولكن اي حياة غير الموت لن تكون سهلة بكل المقاييس لأن هذا العدو و من في ركبه "رح يلعنوا ديننا" حرفياً, وهذا ما اؤمن انه يجب ان يكون في البال
اقول هذا لأني اريد ان اطلق الصوت الذي ينازع حنجرتي ليخرج و يصرخ ضد كل هذا القرف , ويمتد: علينا ان نعيش موتنا حتى اللحظة الاخيرة
وحماس و حزب الله* سيظلان نجمتان تضيئان ليل العهر الصامت و الطويل الذي يريد ان يكتنفنا ويكتفنا
وحتى نُطلع الشمس بايدينا العارية من قلب العتم:نرفع نخب الانتظار و الكرامة بصحتكم كذلك يا اطفال غزة, فأجيالنا تسكر يومياً بذكرى الدم المرشوق على كل وجودنا
عسى ما تتمنوه يسكركم لا يكون بطعم المرار الذي تجرعناه خمر الروح بدءاً من اول قانا
::
مع ألف ألف نقد على كلاهما, ولكنهما خيارا المقاومة الان, ولن اكون ضده البندقية التي توجه لاسرائيل مهما اختلفت معها ايديولوجياً
هناك ٧ تعليقات:
هذا بالضبط هو موقفي, لا نختلف في التفاصيل ولا في الأساسيات
يعني أولا لنتفق على أن الخيارات محدودة: الكهرباء والخبز وباقي أساسيات العيش هي أيضا قد تكون شحيحة في عصر السلام الذي يبشر به المنبطحون, مصر المسالمة والوديعة والتي يحرس عسكرها حدود إسرائيل تعاني هي الأخرى من أزمة الكهرباء. وأزمة القمح, والأردن الرسمية التي لم تكتف بالانبطاح, ورفعت ساقيها للريح هي الأخرى على حافة الموت عطشا, وعمالها يستغلون من أصحاب رأس المال الإسرائيلي.. فأي حياة ستكون لنا إن تخلينا نحن أيضا عن خيار دعم المقاومة؟
باختصار هذه هي المعادلة: نقاوم.. ندعم الخيار المقاوم. لأننا نريد الكهرباء أيضا, والخبز والماء والحرية, لكن دون فصلهما عن الكرامة الوطنية وحق العيش الإنساني
غزة الغارقة في العتمة حتى لو انتصر فيها التيار الخياني سيعاني فقراؤها هم الآخرين من شحة الخبز والنور والماء..
نحن مع العاصفة لأنها تعدنا "بنبيذ وأنخاب وأقواس قزح".. لا لأنها تدغدغ مشاعرنا بالمارشات العسكرية
كوني بخير
وابصم بالدم على الحرية توأماً سيامياً للكرامة لا فصل لهما الا بالموت: موت القضية التي تسقط احدهما عن دفتي وجودها
وبخير يا رفيق, بخير قليل يكبر حتماً طالما في العالم من يرون النور كامناً وراء الظلمات, كما تبات الوردة في حضن التراب حتى يأتيها ربيع
وكيفك انت؟
" وحماس و حزب الله* سيظلان نجمتان تضيئان ليل العهر الصامت و الطويل الذي يريد ان يكتنفنا ويكتفنا "
أما إنك ايرانية بصحيح ، أو على رأي القائد أبو فادي : شيعة .. شيعة
:P
كيفك يا ام الرفق ؟
انو طلعت معك ايرانية؟
طيب رفيق ايرانية ايرانية, ولما الفرز بس بين امريكا و ايران,وما حدا مستعد _ولو مزاحاً يشوف خط تالت_ فبدي ادور ع الشادور , مش حباً بالحجاب, بس نكاية بالتحرر ع الموضة الامركانلي: منيح هيك؟
هههههههههههههههههههه: اجى حكيي ع وزن المثل المنتشر هون بين بنوت سنة و المتاولة: مش حباً بعمر بس نكاية بعلي
وملعون تاريخ افيون الشعوب شو انو اخو شليتة
إنو أنا بخير, وبالأمارة طرشتلك بريد زاجل بس ما وصلني منك رد.. مش عارف المشكلة بحمامتي أو بالبرج أو بالمساحة المعادية اللي عالطريق
على كل, رح أطرشلك كمان زاجلة على كتاب الوجوه, بركي بتوصلك هالمرة
ولك انتي يا شرموطة بتعرفي شو معنى وطنية ومقاومة؟
ولك انسيتي دم الشهداء واموال اليتامى وفخاذك المفتوحة لكل من هب ودب ينيكك لتشبعي وما بتشبعي من الزبار يا ممحونة
لك كس اختك ع اخت الوطنية تبعك
التعليق اعلاه بالنسبة لي هو رأي اخر من الاراء التي علي ان اتقبلها, وليس بالضرورة ابداً ان احترمها: ان تخطئ في موقف سياسي او ان تخالف الاخرين ليس جريمة بحسب ما اؤمن
لذا: و تنفيذاً لقناعات خالفتها قليلاً في السابق حين مارست رقابة على مثل هذه النوعية من التعليقات, اترك هذا التعليق هنا, يضئ مدونتي و عقلي بفكرة اني اتقبل الاختلاف و اتحمله و لا ادينه او احجبه كي لا ادعي انه غير موجود
وللاخ او الاخت الشجاع او الشجاعة المتخفي او المتخفية وراء معرف "غير معرف" شكراً جزيلاً على اثباتكم لي امام نفسي اولاً اني فعلاً بخير اذ استطيع ان اتصبح بهذا الرأي دون ان اصاب بجلطة قهر , بل و ان ارد عليه بكل ثقة بضميري و عقلي و خياراتي في الحياة
ثم,ولتكن نقطة اخر السطر بالنسبة للافخاذ و ما يعلوها و ما يدنوها ويدانيها: الحرية الشخصية تعني ان كل انسان له مطلق الحق في التصرف بجسده كيفما شاء: يترهب, او يفتح افخاذه او يغلقها لمن شاء او لم يشئ, هذا شأن كل شخص و من واجب و من احترام كل شخص لنفسه ان لا يتدخل في شؤون غيره
وبالنسبة لأموال اليتامى و دم الشهداء: لست في معرض رد لأني لست في خانة اتهام, ولكن رجاءً لمن يصمم على اعادة اسطوانة مشروخة و بايخة: غيروا اسلوبكم الممل, قرفتوني بنمطيتكم, كونوا مبتكرين وخلاقين, ابحثوا عن تهم و كذبات جديدة تثير ضحكي اكثر فقد صار هذا الموضوع مكروراً و بايخاً وتافهاً حقاً
وللغير معرف او معرفة مجدداً: شكراً ع ابتسامة الصباح, كنت احتاج ان اعرف اني لا زلت شوكة في حلق البعض
:]
إرسال تعليق