حين يُحكى عن الحاسة السادسة, يقولون انها الحدس, انها التوقع الاقرب الى اليقين فيما لا دلائل ولا قرائن و لا اشارات تدل عليه, سوى هذا الاحساس الغامض بالاشياء
ولما اسمع عن الابعاد التي يحاول العلم اكتشافها و تحديدها وترقيمها بين اول و ثانٍ وثالث و عاشر, يسرني ان ألهو بالمزج بين الفكرتين: بعد سادس
بعد ساذج ربما, بعد لطالما اهتديت به الى هزائمي الجميلة وما يحق لي ان اعتبره امام نفسي كل ما افخر به و به اعتز
::
بعدي السادس هذه الايام يحس و ينبض بإشتهاء التموضع والتواجد والتشكل في حيز صغير,صغير و بسيط و حالم جميل ربما
صغير بما يكفي ليتسع لنون جماعة تنقسم فقط على اثنين و توحدهما في فرق المسافة المعدوم
صغير بما يكفي كي يضيق على الاختلافات التي بين عالمين و طفولتين لن تلتقيا الى على احاديث الذاكرة المنخورة بالوجائع و الضحك البخيل
صغير بما يكفي كي يحتوي توحش كل الحواس في انتفاضتها على كل عقل و منطق تريد نفحة رائحة و رقة ملمس وحفيف الصوت بطرف اللسان حين يتعثر الحكي بإنفعال مباغت
صغير بما يكفي لمعالجة الحكة المزمنة في الشفاه تريد قبلة تفتح شهية الروح على الورد و الألوان و اجمل التوقعات من الحياة, وربما فقط من الاحلام
صغير بما يكفي كي ادرك, بالبعد السادس, والحاسة العاشرة و كل الملموس و المحسوس من الاشياء انه معرض للتلاشي اكثر مما للاتساع لأبعد من اللحظة, وقليلاً مما بعد اللحظة
::
هو بعدي السادس, علمني كيف اتوجع واتقوى بما يلزم كي اكون, علمني كيف افرح بالابسط من الاشياء لأعتبرها معجزات يومية تستحق الاحتفاء بها بإحتفاليات عالية من المنثور من الابتسامات و الموزع من فرح الكلام
علمني ان الهزائم الجميلة هي ما يصنع الذاكرة, كل مرة انضر و اجدد وانصع, وان كنت متخمة بها و بجمالية كل ما مر فيها
وهذه المرة, بعدي السادس_اثق به لا اثق به, ليست هذه المسألة_ينذرني بأني لن اتصاغر الى مقام ذاكرة, وان ذاكرتي انا تحديداً تستعد لاستقبال الاغلى و الاعلى من بين اجمل هزائمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق