لحظة سمعت الخبر, اصبت بأحد تلك الصدمات الكبيرة التي تصفعنا لتشل قدرتنا على الفهم و تحولنا الى اشباه مساطيل بكل معنى الكلمة: استشهاد عماد مغنية
يحكون عنه في الجنوب كمن يشبه اسطورة, كأنه تشي غيفارا اسلامياً وسيشبهه اكثر الان اذ بات ايقونة ستغذي بريقها مسيرة حياته التي قضى اغلبها متخفياً
رجل من زمن الاشداء الذين يتقاطعون مع صور لالهة تعبر في مخيلة تجترح الاساطير, وقد رحل
يقولون في المقاومة الاسلامية انهم يتقبلون التبريكات بالشهيد, ولكن الاخوة و الرفاق يعرفون تماماً انه عزاء, وعزاءٌ ليس قليل ابداً تقبله بشهيد من منزلة هذا الجنوبي الفذ النظرات كما المخططات
ستكون صور و منطقتها وكل احبة و جماهير المقاومة اليوم كأم الشهيد الاخير بين 3 شبان قضوا كلهم بتفجيرات تتقاطع وتؤرخ لمحطات ومنعطفات اساسية لمسيرة و مصير المقاومة الاسلامية خصوصاً في المواجهة المستمرة ضد المشروع الصهيوني وجوداً و اهداف
سيكون على من لم يسمعوا بإسمه قبل الان ان يراجعوا لوائح الاتهامات الامريكية و الصهيونية بحقه ليعرفوا معنى فقد مثل هذا الرجل, لا الان فقط, بل في كل وقت , فمن مثله يصنع غيابه عنوان المرحلة بذاته
تسمع نشرات الاخبار فتخال الرجل مسؤولاً كذلك عن ثقب طبقة الاورون وقتل سكان القارة الامريكية الاصليين, وكثرة الاتهامات الملتصقة و المترافقة مع اسمه تشي بحجم الخوف من حضوره والارتياح الذي ما وفرت تعابير وجه اولمرت اي فرصة للشك بقدره البالغ في نفوس من شكل لهم دوماً هاجساً ثقيل الظل بوجه كل مخططاتهم لضرب المقاومة فكرة و تنظيماً و ميداناً لا يهاب فرسانه اعتى اساليب الموت و احدث آلياته, والجنوب و فلسطين المحتلة 2006 تشهدان
هي الضربة الاقسى ربما في تاريخ المقاومة الاسلامية المتهدفة قياداتها منذ وجدت, ولكن هذه المقاومة التي شقت طريقها دوماً في نفوس الناس برغم كل الخسائر التي لم تكن يوماً هينة ستكمل طريقها الى تحقيق ذلك الشعار الذي لا يكف اي من المقاومين الذين رحلوا و الذين بعد سيرحلون على هذا الدرب عن الايمان به"إزالة اسرائيل"
وهي النعوة الاشد ايلاماً و الاكثر نضحاً بوقع الخسارة في سلسلة النعوات التي تطالعنا بها ايامنا صبحاً ومساء , وثمة من يبكون الشهيد علناً و سراً اليوم و سيبكونه بعد طويلاً,فمن مثله خسارته ليست تعوض بسهولة و ان كان بعضنا يؤمن ان حزب الله ليس فيه _تنظيماً و روحاً_ من لا بديل له بمثل كفاءته وربما اكثر. وعلى هذا نعقد الرهان الان, ونحتاجه , فتوقيت الضربة قاسٍ قاسٍ قاسٍ في المشهد اللبناني وعلى شاشة المشهد الاقليمي وفي ظل الحديث المستمر عن المشروع "الشرق اوسطي" المًعرب امريكياً و اوروبياً والذي لا يمر نجاحه الا عبر دمنا
البلد اليوم يتقاسم الحزن الطازج والحداد المقيم في النفوس منذ عدة سنوات فيما بين ناسه,ولكن مهما علت الاصوات و اشتدت حدة الخطابات, فلا شيء سيوقظ الراحلين, والرجل الذي اسس مدرسة يستحق اسمه الذي لا يعرف معظم قارئي نشرات الاخباركيفية لفظه الصحيح مات. واول واكثر من سيفتقد حضوره البالغ الاثر و العميق القوة حبيبة قلبه "فلسطين"
هناك تعليق واحد:
نحن شعب يحترف الحزن والاحتراق بجانب الشموع..
يعجبني في حزب الله انه تنظيم قويّ لا يقول الا وينفذ وننتظر كلنا بلهفة كيف سيردّ..
اما بالنسبة لتشي جيفارا ..فانا تولي وجهك تجدين نماذج له وان كانت تصفّى الان..
تحياتي لك\\
إرسال تعليق