يا علي


طول الطريق من صيدا الى عدلون
كان علي يتنطط في المعقد الامامي بمواجهتي

يسترق اليّ نظرة بين حين وآخر, أنا غارقة بكتاب رسومات لأطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان
لم افعل شيئاً سوى النظر اليه و الابتسام كل مرة نظر فيها اليّ
كان يغني و يضحك و يقلد اصوات الحيوانات التي مررنا بها على طريقنا"بابا, مش الكلب بيعمل هو هو؟"
"هيدي بقرة بتعمل موووووووووووووووووووو"
:
ثم, ومن حيث لا يمكنني ان اتوقع, رأي علي جسر الزهراني المدمر (شكله هالجسر يفوق كل تخيلات بيكاسو ودالي غرابة) وانطلقت حنجرته "كلنا للوطن"
وكله كله "النشيد الوطني"غناه علي, ذلك النشيد الذي لا يعرفه كثير اهل هذه البلاد المريضة بوهم وحدتها الوطنية و لبنانيتها
حينها سألت والد علي: قديش عمرو؟
وصعقت انه فقط في الثالثة من عمره
:
ايه يا علي الاخر انت: انت ايضاً اخرجتك دموع الامهات من براءتك المبكرة الى هذه الاناشيد و الاغاني
ما عدت ابتسم, اغلقت الكتاب على وجعي, وشردت مع حركاته وهو يغني" نصرك هز الدني
:
من يدري, بعد سنوات, قد يكون ثمة اخرى تستقل باصاً بوجهة غريبة ومعها كتاب رسومات
وسيكون علي اخر ونشيد لا يحفظه كثير من اهل البلاد
وستكون طفولة اخرى, متقدمة سنواته الطرية بوطن

ليست هناك تعليقات: