تحاصرني تفاصيلي اليومية
النهوض صباحاً بمزاج يستعد لطريق, بل لطرقات لا يصل بها الخطو الى وجهتها الاخيرة مرة واحدة_
الانشغال بأي شيء يخفف من شعوري بالضيق من الطريق التي طالت بين صور و صيدا حد انها_
صارت تستدعي مني زفرة, او زفرات
تحية الصباح و الابتسامات الروتينية لزملاء العمل قبل التوجه الى "مطرحي" و الانغماس فيما ينتشلني_
من مماحكات الحياة خارج شرنقتي الملونة بالاحتمالات هذه
هدوئي الذي يشغل بال اصدقائي, ولا استغربه: لقد شهدت من البراكين ما يجعل عواصفي تبدو_
تافهة بالمقارنة بحممها
الحاجة الملحة للنوم بعد الغذاء, حاجة لا استطيع ان اعاند جسدي في ادمانه اياها: مباشرة بعد اللقمة_
الاخيرة في غذائي(وليست الاخيرة في صحني ابداً, إذ ومنذ طفولتي لا أنهي صحني تماماً و مهما كنت جائعة او أحب الاكل الذي فيه, ولكن يستحيل ان لا اترك لقمة أخيرة , ربما كتوقيع ان هذا صحني لاميزه حين سأجلي بعد قليل) وبعد الغذاء: يجب ان انام و الا سيصبح مزاجي
"زي الزفت"
مزاجي الذي "زي الزفت"," حين لا أنام : هذا حكاية_
كيف يكون مزاجي "زي الزفت" و يزعجني؟
أكون كبالون على حافة الإنفقاع_او الفقع او الفقعان, لا ادري ايهم لغوياً السليمة, ولكني اريد ان اوصل الفكرة:" بكون رح ابج يعني"_لا اريد ان اسمع حكياً يدور من وراء رأسي و لا أطيق نشرات الاخبار التي لا يبارح نفيرها الحربي جهاز تلفازنا و بيتنا صبحاً و ليل
وفي حالة المزاج الزفت أكون على حافة بكاء لا يهطل دموعاً ابداً حين احتاجها تزيح عن قلبي حمل الغصات, بل انفجر بكاءً في اكثر التوقيتات سوءاً لدموعي _ هذا يميتني غيظاً مني دائماً
إ_إشتياقي له حين لا يكون وهروبي المستمر من مواجهة نفسي به في وجوده: اليوم أخبرت علي اني اريد ان اكتب له وعنه و أني اشتاقه جداً .سألني عن عمله, قلت له: كان بيي. بعد 16 سنة غياب, لا زال "بابا" يحاصرني بكل هذا الموت و بتركه الاشتياق فخاً مزمن التربص بي في كل لحظة استشعر فيها فقده يقيناً, كما في الايام الاولى في غيابه حين بدأت أتيقن انه لن يعود ابداً هذه المرة .
الأغاني السمجة التي تداهمني في كل الاماكن و اهرب منها بسماع اذاعتي الداخلية: محمد منير او ريم بنا او كاميليا جبران او فيروز.المهم_
ان أجد طريقاً الى روحي بالموسيقى التصويرية التي تناسب حياتي ومزاجي حتى لو كان "زي الزفت" ليتغير على وقع الفرح او الحزن,بحسب ما تقع عليه ابرة شعوري في تلك اللحظة المعينة
...وثمة دوماً المزيد من الحصارات, قد تتبع هنا_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق