شام يا ذا القلب


الشام على أهبة مطر
والقلب على أهبة فرح غريب
فكيف لا يكون غريباً الفرح بأول الشتاء مضاعفاً؟
مرة في بيروت و مرة في العاصمة الاخرى الاقرب اليها بعد القدس
وقتها, حين استيقظت في بيت دافئ في مخيم اليرموك الذي يشي بكل ما هو الوطن الذي على بعد أغنية:بيني و بين اهلي و ناسي ضربة حجر,لم أستطع إليك وصولاً, ولا حروفاً.
وقلت "بكتبلك", تبدو الكلمتين معاً كأغنية أميمة الخليل التي خذلتنا ذات شاشة؟
ولتكن: الاغنية جميلة , وفكرة ان اكتبلك بعد أجمل
::
صحوت على رائحة المحبة في بيت فلسطيني يستضيفني دوماً كقلب مفتوح على الخير
ست البيت, وست الكل , تصبحني بأجمل الابتسامات الممكنة, تقول لي"هيها بتشتي" و اركض أنا كأرنب مجنون بتعلم القفز الى الشرفة
أصلها وأمد يدي لأتلمس قطرات المطر الناعمة , ولأصاب _مجدداً_ببركة الاندهاش الأول والفرحة البكر
كيف لا افرح وانا اشهد اول المطر مرتين في عام ما عرفنا لصيفه طعم و لا رائحة؟
وأكتشف على وقع طرطقة شتوته الاولى على الوقت ,ان الايام قد تكون مرآة اخرى ترينا أجمل ما فيها حين نتوقعه اقل: لا زلنا قادرين على اجتراح الفرح
::
ذلك اليوم الشامي_واهل لبنان يقولون عن سوريا "الشام"_ كان يومك فيها معي
ولو أنك لم تعلم , وربما حين تعلم الآن, سيكون قد مر الوقت الذي استطيع فيه ان انقل اليك احساسي بذلك اليوم خالصاً و طازجاً و دفاقاً
ولكنك اليوم تعرف اكثر ما ارسخ فيّ من ذلك اليوم: فيروز تغني على كل المحطات للدني ان تشتي ليزيد الموسم و يحلى, أشعرك تسمعها معي رغم معاندة الجغرافيا
ذكرى ضحكتك المضيئة وانت تحدثني عن تفاصيل بعيدة عن عيني و قريبة حد إلتصاق الدمعة بها
رقة ورقي إلتفاتك الى يومياتي العابرة في ايام نعبرها و تعبر بنا اكثر الى البلاد المنتظرة على وعد لا يتحقق الا بنا معاً فيها
وأشياء واشياء تقال, واشياء أكثر لا تقال: فقط تُحس
ولا املك ان انقل لك احساسي انا بالكلام, وإن ثمة حمام زاجل يصل اليك انت اينما انت, فقد حملته من الشام احساساً اكبر من كل الحكي
ولو وصلك يوماً حيث انت, سيخبرك يا ذا القلب عن يوم لنا معاً في شام ذات مطر و فرح غريب
الصورة بعدستي لحمائم تحط على سطح الجامع الأموي: عساها زاجلة وذات شوق تصلك

هناك تعليق واحد:

أحمر يقول...

nice!