عن المبدأ و المقاومة واليسار و المرحلة

غير التعليقات المباشرة في المدونة , فتحت تدوينة "الحقيقة اليوم اسمها حماس" نيران نقاشات لم أزل اصطلي بها , راضية حقاً, حتى اليوم



هي مرة نادرة أكتب فيها في اللحظة السياسية الراهنة, وقد حذرني رفيق احترمه من ان عنوان التدوينة ورطة بذاته



وانا اشعر بالرضى عن ورطتي هذه التي استثارت نقاشات فيها من الحدة و الحجة ما يجعلني اطمئن, قليلاً, الى ان ثمة ما لم يمت حقاً في نفوس البعض ممن كنت لأظن في أزمنة الفتح ان انفاسهم قد تيبست



طيب: ما الذي انتُقدت عليه؟

عدا عن اني اتُهمت بالتأييد المطلق لحماس و هذا غير صحيح بالمرة مطلق التأييد هو الغير صحيح, اما بعضه, والكثير من التفهم فهو موجود بدليل اني سائلت نفسي و حماس



بأعلى صوت وضمير: هل هذا انقلاب لحكم غزة بنهج فتح اياه؟ او هو سلسلة في حلقات مقاومة الاحتلال التي تعني ان غزة لن تتتازل عن مكانتها كمنصة صواريخ و غضب يصطلي بهم الصهاينة؟

الآتي من الايام سيكشف لنا جميعاً وجه حماس الحقيقي, وسيضعنا جميعاً_مجدداً_ امام محك ليس الاخير ولا الاول في صراعنا للوجود : هل سنختار ان نقف حد الموت في وجه كل عدو؟ او سننحني مطوبزين كذلك؟



اذن: انا لم اوقع شيك دعم على بياض لحماس, ولست في وارد تجيير يساريتي الى جانب هذا الصف او ذاك, واعتقد ان السوأل الذي طرحته منذ ايام يكتسب اليوم مشروعية اكبر في ظل تصريحات هنية بخصوص مبادرة مبارك اليوم, وفي ظل استمرار توارد الاخبار عن ممارسات حماس التي لا تختلف كثيراً عن بعض ممارسات فتح_وإن بغطاء إسلامي وتحت راية اختصرت ألوان علم فلسطين الى الاخضر فقط_ في القطاع الذي ينوء ناسه بثقل القلق والتوجس من الآتي الذي يبدو رمادياً على عكس ما يوحي به ربيع اعلام حماس التي يمكن للمرء ان يشعر لكثرتها كأنه يرتع في جبال الكرمل


::



طيب اذا انتي لا يسار ولا فتح و لا حماس, انتي مع مين؟

هذا السوأل لا يحشرني في زاوية اليك ليكش ملكي كما يتوهم البعض, فأنا لست اصلاً من عبدة الاصنام "التاريخية", ولا حتى الراهنة



المطلق الوحيد الذي بت على قناعة اني لا ابدله تبديلاً هو حقي و حق شعبي في خوض صراع وجودنا حتى النهاية, ربما نهايتنا نحن او نهاية عدونا, او ربما نهاية سياسية مشرفة بالحد الذي لا يرمي تضحيات شعبنا الخرافية في مهب المساومات الرخيصة

والملك الذي لن يكش في هذا الصراع _كما لم يكش يوماً منذ 59 سنة_هو شعبي: أهلي و ناسي



منذ تولي حماس السلطة, قلت اني سأدعم ان تحل السلطة بكل قواي, واليوم يبدو لي هذا الحل هو الاكثر معقولية من باقي البراز الذي يتفوه به عباقرة السياسة التي ما اوصلتنا الى الى مزيد من المسافات في الخلف الذي يفترض بنا ان نكون قد غادرناه, ومن زماااااااااااااااااان



ويبدو لي ان حماس قد تكون مستعدة ان تقامر_اسلامياً _ بدم شعبنا مجدداً لتصل الى نفس النقطة التي وصلتها قبلها فتح وقبلها العملاء و المستعربين: لا حل مع الصهاينة سوى مزيد من المواجهة الموجعة في الميدان بالتوازي مع الصلابة السياسية على طاولة المفاوضات التي هي المآل الطبيعي والنهائي و المنطقي لكل الثورات والصراعات و النضالات في انحاء الارض من سلمية و عسكرية و بكل مفردات الرفض

هذا الهراء من واجبي ان لا اكون معه ابداً, بل كل واجبي هو ان افضحه و ارفضه و احتج عليه بأعلى صوت و لهجة وبكل وسيلة ممكنة, وهذا ما آمل اني افعله _ولو قليلاُ_ عبر هذه النقاشات و افعال مشاغبة ذات صلة


اذن: مع من انا؟

انا مع البندقية, ببساطة قصوى
ولذلك كتبت منذ ايام اني اتفهم حماس لأن قاداتها السياسيين في دمشق وبيروت(مشعل و حمدان) قالوا وبملء الفم أنهم لن يسقطوا سلاحهم بوجه العدو

طبعاً سيقول البعض اني غبية واني لم أسمع ما قاله الزهار الذي امقته منذ تصريحه الشهير بشأن الاعتراف بالدولة الصهيونية, او لم اقرأ بين سطور ما دأب نزار ريان على صرعي به من ادبيات تكفيرية ودينية تجعلني اتأكد كل مرة اكثر انه وصل مع عاصفة رميلة ألقته في غزة للتو من جغرافية قاحلة في السياسة قرب موقعة بدر الكبرى ليكون الحاكم بأمره, وأمرها
(اليست غزة حرمة لا يجوز الا ان يحكمها رجل؟ واي رجال من عينة دحلان او ريان نُكبت بهم يا غزة؟)

طيب يا رفاق و يا اخوة ويا كل ما تحبون من توصيفات: انا شخصياً "بفهمش" كتير سياسة كما اعلنت سابقاً, واذ ارد هنا فلأني تعبت من تكرار شروحي لأسباب كتابتي تدوينتي السابقة عن حماس, وانا لست مخاتلة مثل بعضكم, اذ كان بإمكاني ان امحوها كأنها ما وجدت اصلاً, وأن ألحس موقفي , ولكني لن افعل

لا زلت اؤمن ان واجبي يحتم علي ان ألحق حماس "ع الدعسة", وان اقول لهنية ان كلامه اليوم عن قبول مقترح مبارك هو تعريص سياسي, وان ما نسمعه صبحاً مساءً وسراً جهاراً عما تمارسه حماس في القطاع لا يجعلها تفرق عن فتح و باقي المتاجرين بقضية شعبنا ولا بشيء حقاً

وان على حماس ان تتحمل مسؤولية الدم الذي اُريق _ومنه بدون وجه حق بالمطلق كما دم صديقي شادي الذي قُتل اثناء مشاركته في تظاهرة ضد الاقتتال في بدايات حالة الموت العبثي التي اجتاحت غزة, التي ان كنت اتفهمها, ولكن لا يمكنني ابداً ان ابررها_ لقد قلتم ان ذلك كان لتطهير القضية من لحدييها, وبعضنا صدق ذلك بحسن نية, ولكن تصرفاتكم اليوم تنم عن جشع بالسلطة, وبالتالي, على من تبقى فيه بعض ضمير منا ان يقف ليقول لكم لا

::


طيب: كل هذا لم يجب بعد عن سوأل مع من أنا تماماً

لست متيقنة حقاً ان ثمة من يستمر بحمل بندقيته في وجه الصهاينة بقوة و ثبات يفوق ما تمارسه سرايا القدس _الجهاد لاسلامي, ولا يقينيتي تتأتى بالدرجة الأولى من ان معلوماتي عن خلفية نشوء الجهاد حقاً قليلة, واعترف اني مقصرة بهذا الجانب. ولكن: هذا لا يعني اني لا استطيع ان اراها النقطة الاكثر اشعاعاً في خضم رمادية_ان لم اقل سوداوية_ المشهد الفلسطيني

أقله: الجهاد ما حللت لنفسها ما حرمته لغيرها, في السياسة رفضت المشاركة في انتخابات تحت الاحتلال. وفي المقاومة لم تزل على موقفها كونها الوحيدة التي لم تزل كركعات الحديد بين ايدي مجاهديها عالية وتقض مضاجع اكثر من الصهاينة على ما يبدو. وفي طرحها لذاتها كفصيل ذا ثقل قيمي تحتاجه قضيتنا بحق


والجهاد اليوم _منذ دقائق تحديداً_ خسرت احد قادتها من ميدان الضفة لصالح الحركة الاسيرة على ما آمل , فقد امسك جيش الدفاع"ههه"الصهيوني محمد المصري في مخيم جنين, ولم تزل الانباء تتواصل عن التوغل في مخيم بلاطة قرب نابلس في ملاحقة لناشطين من سرايا القدس كذلك


::


شو هاليسارية البرغماتية يا رفيقة؟

سموها انتم ما تشاؤون , برغماتية, آنية, لحظوية, سموها وانعتوها و انعتوني شخصياً بكل ما تحبون من صفاتكم, اسحبوا مني و عني _وريحوني _لقب رفيقة الذي بإمكاني ان افكر فيه كشتيمة حين يعني اني و بعضكم في صف واحد


اعرف اني اعلن _ومجدداً: في مرات نادرة حقاً_موقفاً من اللحظة, ولكني لست اركض في دائرة التكتيك المفرغة وانشغل عن الاستراتيجية

من بقي على الساحة الفلسطينية لم يجرب تغيير تكتيكاته كواجهة, وانتهى بنا و به وبقضيتنا الى الضحك على الاستراتيجيات؟
اقله لست انسى اني لن اقبل بأقل من فلسطين من المية للمية, ولست ارضى ان يُرمى بي خارج الحسبة لمن يشتغلون في السياسة من داخل الارض المحتلة كوني لاجئة, وكون منظمة التحرير ما عادت لا ممثلاً و لا شرعياً لا حتى تستحق لقب لقيط منذ رضيت فصائلها الانجرار في لعبة فتح وعلى رأسها عرفات بدمنا و اصالة قضيتنا حين بدأ الانحدار السريع نحو الاستسلام على طريق اوسلو الملغوم بلقب سلام

اليسار الذي ما قرأت كثيراً في ادبياته الثقيلة, ليس ترفاً ثقافياً ولا نخبوية نقدية امارسها على ما يحدث من على المقاهي المتعالية عن الدروب التي يخطوها أهلي وناسي بدمهم وبجوعهم و بلحمهم العاري وبأحلامهم العالية

يساريتي مبدأ أعيشه , ونقد يومي و مستمر أمارسه ومواقف لا انزياح عنها ولو قيد دمي

اليسار هو اليد المرفوعة رفضاً لكل ما هو متناقض في الجوهر مع احقية قضيتي, ارفعها لأصنع ما اؤمن لائقاً بمستوى هذه القضية

اليسار هو ان أكون في كل لحظة قادرة على ان اتبين على اي ارض اقف, ومع من وضد من على المدى البعيد, وفي او ضد المرحلة

ليست هناك تعليقات: