عكا مش لحالها, فلسطين اللي لحالها

يورد احد الاصدقاء خبراً سريعاً و مقتضباً عن "الاحداث" في عكا ليل الاربعاء. لا اجد اي اثر للخبر في اي موقع او على شاشة اي فضائية.

بعد يوم تضج رائحة الخبر صحيحة و مباغتة لمن لا يريد ان يعمل عقله في ماهية اسرائيل.

على الفايسبوك وفي شبابيك المسنجرات تجري الاحاديث و التعليقات وترفع الاعلانات "عكا مش لحالها" و"لو خافت عكا من البحر ما مدت سورها بوج موجه" و كلام انشائي جميل يحاول درء الفراغ المستفحل في العقل و الضمير الانفعالي لاغلب "العرب"

تستغرب صديقتي لا مبالاتي حيال الموضوع, لا صورة ولا اسماً مستعاراً عبر وسائطي التكنولوجية يحيي "صمود" عكا ببنيها العرب بوجه قطعان المستوطنين

يزعجني هذا الخلط الفظيع في جهله بين التعابير. اؤكد لنفسي ان أمة "أقرأ" لا تفقه معنى نصف ما تقرأ ولا تعرف كيف تستخدم ما تفهمه اصلاً بالشكل الصحيح.


ما علينا

هذه الكتابة ليست للناس و لا لخبلهم البرئ و طيب نواياهم الغبية احياناً , إذ يظنون ان اسرائيل سترضى بوجود ملايين العرب الذين يفرخون فيها سنوياً و يتزايدون الى الحد الذي يجعل قادتها يصرحون بنواياهم علانية تجاه اولئك "العملاء" الفلسطينين الصغار الذين يعيشون ما بين ظهرانيهم

هذه شتيمة بوجه وفي منتصف ضمير كل من سولت له نفسه ان يتناسى حارق دمنا و يقنع نفسه _زوراً , بهتاناً_ ويحاول إقناع من حواليه ان اسرائيل جديرة بأن تكون "شريكاً" في سلام الشجعان

عكا محطة اخرى تقول فيها الدولة المغتصبة انها ما زالت تماماً كما هي في العمق, وانها ماضية في تصحيح خطأها التاريخي بعدم الاستفادة من درس جنوب أفريقيا "بتطهير" الارض المحتلة من سكانها الاصليين


للمستغربين والمستهجنين و المتضامنين, رجاءً, وسعوا الافق قليلاً بعد

"عكا مش لحالها" عظيم: اين بقية الارض المحتلة عام 1948 ترفع صوتها عالياً في وجه محاولات التهجير و التضييق والتهويد؟
كيف إذن"عكا مش لحالها"؟


و"عكا مش لحالها", لكن غزة و مثلها كل "فلسطين" تغازل وحدتها وصدى الفراغ رهيب

هناك تعليق واحد:

لاجئ الى متى يقول...

عكا كما فلسطين
صرخة في المدى ولاصدى
صدقت