ركضت إليّ "كارول" فور عودتي من بيروت الى مركز النازحين الذي اقرأ فيه قصصاً للأطفال
وكارول طفلة من جنوب لبنان, طفلة اكتشف اهلها معنا إثر نزوحهم إصابتها بحساسية جلدية تجعل جسدها يطفح ببقع حمراء تحكها حتى تسيل دمائها و معها دموعها و دموعنا.
كل يوم, نحتاج ان نقيم مهرجاناً من الضحك و الاغراءات لكارول كي ترضى بأن ندهن قروحها بالدواء ومن ثم نغسله بعد خمس دقائق.
اليوم اتت الي_ بلا اي دافع او اغراء بعلكة تحبها او بوظة مثلاً, وارتمت في حضني و سألتني ببراءة سنواتها الثلاث الا قليلاً "رح نموت نحنا؟"
صعقت, ماله حديث الموت يطاردني حتى الى العيون المفعمة أملاً مفترضاً بالحياة؟
سألتها بعد ان منعت دموعي بصعوبة" ليش هالحكي يا كوكو؟"
وحكت بجمل يقطعها الهلع عن "اولاد مايتين و الحجرات عليهم"
أسألها أين رأتهم" بالتلفزيون, وماما و كلن كلن بكيو كتير كتير"
ثم تعاجلني "ليش بس يبكوا الكبار ما بتقولوهم إسكتوا؟"
صحيح يا كوكو الجميلة, لماذا لا نقول لهم ان يسكتوا لأجلكم؟
ربما لأنه من الممكن فعلاً ,و في جيرة غير مرحب فيها كجيرة الصهاينة,ان لا يستطيعوا حماية براءة كعينيكِ
وممكنٌ فعلاً ان تكونوا انتم يا حبيبة قلبي "مايتين و الحجرات عليكم"
هناك تعليقان (٢):
قلبي اتوجع اوي .. اكتر ما كان موجوع ..ربنا ينصرنا ان شاء الله ويمسح دموع العيال و يهديهم فرحات كبيره و امل و احلام
والعيال اللي كبرت
مين يمسح دموعها؟
إرسال تعليق