عيناك زيتون, وقلبك برائحة زعتر


صدفة بحت جمعتني به
طائرة اخيرةعلى اهبة سفري في الغد قبل حرب و بعد انشغال اخر بسلم زائف
وحكي يريد ان يُقال فوق صحون مائدة عشاء رتبتها الشهامة الفلسطينية التي لا نقاش معها ولا جدال
بين صديق افتراضي و كاتب حقيقي و طالب برسم المعرفة, وانا: جاء حزن عينيه الى تلك الطاولة التي سررت ايما سرور لمعرفتي بامكانية تواجد مثلها في احياء عمان القديمة
صامت كالصبار العنيد المتعشق ارض بلادنا الغائبة انتظاراً وراء غيمة دمع لا تمطر
صوته_إذا أطل_ من بوح عتيق طال انتظاره, ولا يسرد في المواويل
من مكان لمكان في شوارع المدينة الليلية المزاج في صيف2006 اللاهب, ومن حديث صاخب الى صخب مكثف مني ومن صديقنا المشترك بعد ان انفض بعض الجمع و انضم جمع أخر إلينا, بدا العالم مسرحاً ممسوكاً بخيوط غامضة تتشابك و تترابط فيما بينها الى حد التوازي او التطابق احيانا
ًبالحكي: قليله منه, و غزيره منا, عرفنا ان بيننا اصدقاء وحكايات نحكيها عننا معهم (عرفت قصة طنجرة البامية لاحقاً عزيزي: تضحكني و تبكيني للآن) وبيننا البلاد الساكنة بنا والسكونة باطيافنا اياها, والقضايا المشتعلة اياها و دخان رمادي من الاشتياقات و الخيبات و الاحزان التي لا تنتهي
ومع ذلك, ظل رابضاً على الهدوء الذي يخفي عاصفة و زلازل وراء حرف, لو قيل
لم يقله يومها, واعتقده لم يقله تماماً الى اليوم: حرفه المدوي تماماً كما روحه بكل ما يعج فيها
بعد ذلك اللقاء الذي يصر اني لم اتبين كم هو مزعج فيه_ واصر انا اني لم اسمعه يحكي حتى اتبين مدى ازعاجه لي _ظل بيننا خيط غير مريء ولا ينقطع تماماً و لا يواصل نسجه دوماً من التواصل
تواصل سريع وعميق لدرجة ان يهزني ان اكتب عنه هذه الحروف التي اريده يقرها ليعرف اني حقاً لا اود ازعاجه حين احكيه بشراهة,فقط اكون مشتاقة لدفء طابون يخبز الاحلام في حروفه, ولارادة تفتح للامل الحزين طاقة شهية على تنفيذ هذه الاحلام الهائلة الوقع في قلوبنا
تواصل كضباب شفاف و رقيق: يداري قليلاً باذخ حزنه و لا يغطيه تماماً
تواصل بخيل, ويجعلني احزن اذ لا استطيع ان ارفع عن روحه وقلبه الوجع الذي يميد بهما في برد الاغترابات اللا اختيارية
علاء: يا هذا الذي وطنك حقيبة وانت المسافر, كلنا نسافر بعد وهذا الوطن لا تسعه حقائبنا , ومع ذلك نظل نحاول نلمله عن ارض المطارات الغريبة والشهقات الفارعة حين تباغتنا الذكرى والذاكرة, ودوماً ستطن اجهزة انذارات الامن بأننا نهرب في عيوننا زيتوناً ممنوعاً وان من يدينا يفوح عبق زعتر غير شرعي
عيوننا الحقائب و ايدينا جوازات سفرنا السمراء , واشهى التهم :فلسطين

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

سمعتي عن نظريه بتحكي انه اذا التقى شخصين ما بيعرفوا بعض.. واذا لفو ودارو بالحكي بيصلوا انه على الاقل في طرف سادس بيربطهن بشي علاقه مع بعض؟
بعدين بتعرفي انه وصلتي لمرحله في الكتابه انه الواحد بيوصل لدرجه السكر والطرب لمجرد قرائته للنص ... صحه

غير معرف يقول...

مدونة جديلة و مدونتم هية طريقة الوصل الوحيدة بيني و بين حيفا لانوا اصلي من حيفا.

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.