موقف


هناك تعليق واحد:

adoola يقول...

الاقتتال شئ يستحق التفكير قبل ان نبدائه
ستجلس يوما في ركن غرفتك الصغيرة تلك التي لا تطرق جدرانها الداخلية اشعة الشمس غرفتك المظلمة التي قضيت بها اخر عشرة سنين من عمرك . بعد ان اصابتك الكهول وشئ من العزلة الاجبارية المنحدرة من هناك من افعال قمت بها في شبابك العابث بأرواح الناس واعمارهم عندما كنت تعبث بمصائرهم والأهم قضيتهم يوما ستجلس هناك بلا شك تتناحرك الف فكرة والف عنوان وصورة لذاك الزمن القبيح . حتما ستجلس هناك بلا رفيق وحدك سوف تواجه ذاك المصير القاسي حتما ستعرف ان ما كان ما كان يجب ان يكون وان فعلك الأجرامي بغيرك كان اكبر ذنب يمكن للبشري ان يرتكبه فلسطين وطنك المغتصب ارضك المحتلة ستين عاما صهيونية .
فهذا وطن الشرفاء والمناظلين فليس منا من يتأمر علينا وليس منا من يغشنا صبحاح مساء وليس منا من يقتل اباه واخاه وابنه وجاره وشعبه كله من اجل حفنة من المال او من اجل كرسي متهالك او سلطة وهمية زائلة ولو بعد حين فالوطن اكبر من جميع اجزائه فهو اعظم من الانسان الفرد واعظم من جميع كراسي التسلط والاستعباد وانت في هذه الحالة لا تزيد عن كونك جنديا احتلاليا بغير جذور وشئ ترفضه المروءة والكرامة ومتطفل بغيض على ثقافتنا وتربياتنا وعاداتنا وتقاليدنا المتجذرة في اعماق التاريخ الجغرافيا.
والوطن مدرستنا الثورية عبر جميع العصور وهو امنا الرءوم على مدى الدهور وهو الاب الحامي لأبنائه الغيور الجسور وهو الذي من اجله نتعلم معنا التضحية والفداء ومنه نقتبص الامل ومنه نستلهم الرجاء فالموت من اجل رفعته وحمايته من اجل صور الجهاد وبذل الغالي والرخيص من اجل كرامته من اجمل صور النضال فيا جميع المتقاتلين في كل مكان قد تقتلون ازمان ودهور وقد تذبحون بعضكم ايام وشهور ولكنكم سوف لن تحصدون سوى الغل والكره ولن تورثوا لابنائكم سوى البغض والحقد وسوف تكررون على مدى المستقبل مأساة هابيل وقابيل حيث الاخ يقتل اخاه والابن يعق امه واباه وعندئذ يبلغ اليأس منتهاه كفاكم ايها المتقاتلين الانجرار وراء شهواتكم الرخيصة وكفاكم الجري وراء رغباتكم البئيسة والعقبات التي تعترض المسيرة واعباء التحرير التي يرزح تحتها الناس ثقيلة وهائلة ولا يمكن من التغلب عليها سوى الوحدة والتوحد والتكاتف والتعاون بصدق واخلاص.