فشة قلب

بتنهيدة بيبدا الحكي

مش بالامثال بيحكوا عن "النقطة التي اطفحت الكوب"؟
هيدي بالامثال الكلاس قال, بالامثال الشعبية منقول القشة اللي قصمت ضهر البعير

وانا حاسة انو بعد بتحمل نقطة نقوطة زغيرة بس و قشة اخف من ريشة لاطفح و لانفصم

وبقبل اشبه حالي بكباية, لاني مؤخراً تحولت لنوع من وعاء_ بالحقيقة هو وعاء من حجم ضخم_ بس تماشياً مع المثل بقبل بحجم الكباية

واي شخص زي حالاتي, بيتحول لنوع من الحيوانات اذا ما ضل بين عيونو خشية انو تجي هالقشة و تنزع الدنيا و تخربطلو مشيو, خاصة انو بمحيط بيكتروا فيه حيوانات "السياسة"اللي بيعمولو كورال ناشز من الاصوات المنفرة صبح و ليل

طيب انو شو يعني؟
لا أول و لا أخر وحدة بيصير عليها حرب, ولا هي اول و لا اخر حرب يعني, انو ع شو جنابي عاملة من الحبة قبة؟


بالحقيقة ما في حبة اساساً, من الاصل في قبة
قبة فرخت اكثر من كل جوامع البلاد المؤمنة و غير المؤمنة, بس يمكن لأنها بلا ميدنة (اللفظة العامية للمئذنة) ما حدا عم يقدر يشوفها لهالقبب

بس مؤخراً صرت عم بحسها كل الوقت تحت جلدي
عم تكبر و تتدور و تفتق خلاياي و تحرضني اني اخد قرار جذري_واستراتيجي غير مرحلي عشان ما يزعلو منظرينا , دخيل تحليلاتهم انا شو انها غويطة و عويصة
يؤ
مش كنت عم بحكي عن القرار الجذري؟
منرجع للقرار الجذري

يعني القصة صار بدها حل عاد

يعني مين ممكن بهالعالم يقدر يشرحلي كيف ممكن في شعب, عايش معنا و حدنا و بلزقنا عم يتحمل من اكتر من 58 سنة اللي هلق نحنا عم نرقع بالصوت انو غير قابل للاحتمال؟

يعني انا جد حاولت اركبها براسي: يمين شمال, طول بعرض, بس برضو: معصلكة عنجد

انو 33 يوم حرب, وماشي انو مش اول حرب , وانو إلنا تاريخ يشهد من ايام الحصار ب1982 و قبل و ما بعد

بس انو يعني ع شو فلقنا رب العالم انو نحنا شعب قطعة السما اللي اسمها لبنان _ و بالغلط سقطت سهواً بهالبقعة الجغرافية اللعينة_مش قادرين نتحمل اللي عم بيصير و انو تعا يا عالم بطواقي زرقا و عيون خضرا و شعور شقرا مسبسلة وقف بيننا و بين الهمجية و الوحشية و هالقصص اللي بدهم اللي بيحكوها قواميس تسعفهم ليفهموا شو معناها او شو بتشبه كلمات من لغاتهم الفرانكفونية و الانغلوساكسونية الأم لتلبيهم بالتعبير

انو عنجد: شخصيا قرفتوني, فحلوا عن سماي

انا كباية او بعير او حجر او ولا شي
بس انو حلوا عاد

يعني كل يوم بفلسطين الموت دايرة دوايره
واغلبنا ساكتين

ويوم يقرب ع اطراف حياتنا المُشتبه بسلمها و سلامها اساساً مع هيك جيرة
بينطلي مين يحكي بأنو شرعة حقوق الانسان و القوانين الدولية و هالكلمات الغبية تبعت الموفدين الدبلوماسيين و المخابيل اللي مصدقين انو بيشتغلو بالامم المتحدة؟

يعني الظلم علينا حرام و ع غيرنا حلال؟
الصهاينة ممنوع يجرموا فينا, بس ع الفلسطينين مسموح؟
صوتنا بيخرس لما "الشر برة وبعيد" بس بيطلعلوا حنجرة تولول لما الشر يدخل ع بيوتنا و يقرب ع حواكيرنا؟


ما عم بقول انو في دم اغلى من دم, ولا في معاناة اشرف من معاناة, ولا في عذاب ارفع قيمة من عذاب

ببساطة, عم بفش قلبي و اقول: لانو ما في دم اغلى من دم, ولا في معاناة اشرف و لا عذاب ارفع عيب يكون هالحكي موسمي و رد فعل ع مجازرنا الشخصية او "الوطنية", عيب و حرام و بشرع الانسان و قيمته الحقيقة لا يجوز

قيمته اللي ما الها لون و لا بيحددها رقم قرار بمجلس مهما كان "متحد" او سخام النيل


يعني في لكل شي حدود _ الا للامل و الحق زي ما انبرى لساني و كلت اصابعي و انا اطبع بهالمدونة تحديداً_وللصبر حدود ع قولة الست اللي عم بسمعها مع ماما بهاللحظات تحديداً و عم تحسسني انو في بعد بالعالم اشيا بتستحق انو اوسع نطاق استقبالي لنقاط جديدة واتقوى لاحمل حطب اثقل

وهالاحتمال للاوجه المتعددة و الكذبات الرخيصة و المهينة لكرامة اي انسان واللي بتهين و بتستهين ذكاءه بشكل سافر

كمان هالاحتمال بيجي وقت و بيوصل لحده

ولو وصل وقته: غير شي رب ما بيعرف شو ممكن يصير
وهي تنهيدة, بتعمل فاصل بين حكي و بعد حكي
بس يا ريت
يا ريت
شي مرة بيخلص التنهيد و ما بيضل في حكي

هناك تعليقان (٢):

ملاك يقول...

لو افترضنا جدلا صحة القول بان الصراخ لم يعلو من فلسطين واهلها طوال 58 عام بالشكل الذي عليه في لبنان الان
هل تستغربي صورة الموقف في الداخل اللبناني المهترئ؟؟؟

انا لا افترض جدلاً معك و لا اريد حتى ان تعتقد اني قد اوافق ضمنياً على مثل هذه الفرضية

ثم: لا استغرب من المشهد في الداخل اللبناني, استغرب فقط ممن فجأة قرروا ان للانسان قيمة و انه لا يجوز لاسرائيل
ان تجرد همجيتها في مواجهة "الانسانية"ا


هل يستفزك ذلك ؟

نعم يستفزني ذلك, ولو توقفت عن الشعور بالاستفزاز ازاء امر كهذا, فهذا يعني اني فقدت احد شيئيين: انسانيتي او ايماني بامكانية التغيير
وكلاهما راسخ و قوي في لحد الآن




هل تفترضي ان الدم المسكوب في فلسطين يجعل من الطبيعي ان يقبل الانسان شلالات الدم مسكوبة من على شرفة بيته
خصوصا لو كان هذا الانسان هو نخبة احدى او بعض القبائل السياسية المتناحرة ابدا في لبنان" البقعة الجغرافية المسماة لبنان"


افترض العكس تماماً. افترض ان الدم المسفوك ينبغي ان يكون مرفوضاً دوماً و قبل ان يصل الى شرفة منزلنا
يعني لا يصير للدم حرمة لمجرد انه يسيل عن شرفاتنا, بل له حرمة انه يسيل من عروق انسان اخر, له احلامه و اماله و تفاصيله

أكنا نتفق مع ذلك الانسان او نختلف

يعني انا شخصياً ارفض احتجاز موميا ابو جمال و تعذيب سجناء غونتانامو بنفس القدر الذي ادين فيه قصف العامرية و حصار جنين و صيف 2006 الساخن في غزة و لبنان

يعني انا هنا احكي عني وافش قلبي شخصياً و لست ادعي اني ناطق رسمي بإسم الضمير الانساني, فارجو ان نحول الامر الى نقاش في الافكار كأفكار الا اذا كنت تريد ارائي و افكاري شخصياً واعتقد اين اوضحتها بشكل كاف اعلاه

اما من تفترض انت انه "انسان" من نخبة او ضراب السخن
في البقعة المتناحرة قبائلها و اسمها لبنان

فلست ادري من نقصد, وربما تعنيني شخصياً, وبصراحة لا يهمني الامر
انا اعرف ان ما مررنا به كبشر مؤخراً يفوق قدرتي على اعمال عقلي فيه مرة واحدة وللابد, وسأظل افكر طويلاً بالعبر من كل ما حدث و يحدث

ولنوضح امراً هنا
انا خارج الفسيفساء العجيبة المسماة لبنان
لا تعنيني في امر هذه الخلطة السياسية و الاجتماعية المبتدعة

انتمي لصور و حيفا وما بينهما وايضاً الى ما بعد حيفا حتى النقب, اما ما هو "شمال النهر" فصدقاً لا يعني لي ان ابرر حتى لما اشعر بالعار كون صور ملحقة "ادارياً" به ليكون "لبنان الكبير"














وملحوظة: اتمنى ان تقرأ مجدداً ما كتبته اصلاً لأني اشك انك فهمت فعلاً ما عنيته و الا لما خرجت بأسئلة كهذه, ومع ذلك أتمنى اني اجبتك بشكل واضح الى حد ما

ملاك يقول...

يعني مطالبة انا بتقديم جردة حساب وطنية عما أفعله ضد هذه التصرفات والانبطاح لداعم الصهاينة الاول "الادارة الامريكية"؟

في مثل هذه الحالة سأقضي عمري ارفع تقاريراً تثبت حسن سلوكي كإنسانة ومواطنة في زمن تتغير فيه كل مفاهيم الانتماء و الولاء
و انا لست معنية بهذا كثيراً او قليلاً
خاصة في عالم افتراضي قد يكون كل الحكي فيه "صرخة في واد"

ومع ذلك: لا استغرب من شلة وليد بيك و زبانيته و من لف لفه من مسامري خنزيرة السياسة الخارجية كوندي
ان يكونو غير ذلك

اسجل استغرابي فقط من مدعي الانسانية

من "رفاق" صاروا سخرة لمحطة الحرة مثلاً

من "اشتراكيين" طالما قالوا لمن مثلي "بعد بدك فت خبز كتير" و هم اليوم يبطرون على موائد سلاطين السياسة كما يفهموها هم

و" من يأكل خبز السلطان بيضرب بسيفه"
اولئك تحزني معايير هم المزدوجة

اولئك الذين "قاتلنا" معاًو تمردنا معاً ضد كل ما رأيناه يشوه عالم جميل نريده للانسان في زمن ما عدت اذكر وجوههم كيف كانت فيه

اما من صاروا هم يتمثلون بهم: فأرى _وبكل تواضع_ اني اكبر من أن "اعذب حالي" و "اقل قيمتي" و احكي مع اي منهم

فهم الذين من كوكب اخر حقاً


ألا نتفق على هذه اقلها؟