حبيبي خائن

,وحبيبي هو أحد اروع من ألتهم_كنت ألتهم_ كتاباتهم وكنت أعود إليه كل مرة بشغف أعلى و أكبر بعد كل قراءة. وهو من الكتاب الذين يمثلون لي_كانوا يمثلون بأي حال_ دوماً تحدياً لأستطيع أن اقنع نفسي ان شغفي بحروفه و افكاره يمكنه ان يأتي في سياق مختلف ليس بالضرورة متطابقاً او منسجماً مع عدم إحترامي له كشخص وإنسان

وقد أتيت على ما توفر من أعمال حبيبي * بلهفة خلال سفرتي الاخيرة ( سرايا بنت الغولة "قصة خرافية 1992" ونصوص سداسية الايام الستة "النسخة المتوفرة لدي هي الطبعة الثالثة العام 1984" , نص بوابة مندلباوم 1954 ,مسرحية قدر الدنيا 1962 , انشودة النورية 1963 ومسرحية مرثية السلطعون 1967)




ولكن: لا ! اا


لم أستطع احترام إميل حبيبي يوماً كلما فكرت بالتناقض بين ما يكتب و بين ما مارسه في حياته من خيارات يومية على الارض. ولطالما جربت ان اترك باباً موارباً لتقبل فكرة ان ما للفن للفن و ما للعقلانية يبقى للعقلانية

والآن, ما عاد بإمكاني مساءلة نفسي عما إذا كنت سأحترمه بالمطلق : لم يكن ذلك ممكناً من قبل, وبات الآن مستحيلاً

فحين اقرأ ما يعترف به حبيبي في أخر العمر : كنت أكذب وأقول، في الماضي، إن شخصية سعيد أبي النحس هي عكس شخصيتي. لكنني صرت في عمر لا أحتاج فيه إلى الكذب. كنت أتحدث في المتشائل، إلى حد كبير، عن نفسي. أتحدث عن نفسي بمعنى العقلانية. وعقلانيته هي عقلانيتي إلى حد ما
وحين تكون علاقتي مع الاماكن المغيبة في الذاكرة الفوتوغرافية _لأنها ببساطة لم تكن هناك يوماً_ والحاضرة بقوة في الروح مُشكلة الى حد كبير على وقع ما يكتبه هذا الاشكالي في حضوره كما في الغياب
وحين تستطيع كلمات حبيبي دوماً ان تبكيني و توقفني عن القراءة مرات و مرات لامسح دمعي قبل ان يبلل الاوراق الصفراء لقِدَمها بين يدي

وحين يسقط صرح أخر من عيني (ولا يخف وقع السقوط المدوي لمن مثله بحكم التعود مثلاً, فكيف لا يؤلم التفكير بأن غسان كنفاني ساقط اخلاقياً لكونه خائن لزوجته آني مع سبق التخطيط والنية؟) , فإني سأشعر ان الخيانة مضاعفة, أقله بالنسبة لي

لطالما كرهت نظرية الفن للفن واشعر بمغص شديد حين افكر بكل من اتبعوها و اتعبوني بذلك (محمود درويش و مرسيل خليفة مثلاً) حتى اتمكن من اقصائهم من مكانتهم العالية في روحي حيث لهم بصمة في
تشكيل الرؤية التي أتخذها توجهاً في حياتي
سيكون عليّ ان اجبرني على التفكير ان حبيبي خائن, وان ابداعه الادبي في كل ما قرأته له و خط بروحي ابجدية من نار و حنين كان نوعاً من تقية ادبية مارسها طويلاًُ حتى يتمكن من التصالح _ع الاقل مع وأمام نفسه بأكثر الطرق علانية و استمرارية عبر الوقت الا وهي الادب_ بسبب خياراته المدوية في "عقلانيتها" في الحياة
سيكون عليّ و لن اقدر, ليس في مدى قريب على الاقل, فحبيبي أحب قلمه و مقدرته على سبك و سكب التفاصيل اليومية والبسطية في الحياة في اسلوب سردي هو ساحره بلا منازع
بعيداً عن التنظيرات و اسس النقد الادبي و تقدير الابداع و تذوق الفن: الآن سيكون عليّ ان اكره _ان اُكره نفسي على ان أَكره_ إميل حبيبي الساحر الذي انقلب عليه سحره, ذات قراءة متأخرة لاعترافه الاخير
لم أعثر حتى اليوم على حكايته المسرحية "لكع بن لكع" التي صدرت عام 1984,وثمة جزم لدى*
الناشرين و النقاد انه من المستحيل الادعاء بإمكانية جمع "الاعمال الكاملة" لإميل حبيبي لأن هناك عدداً من قصصه القصيرة التي نُشرت قبل عام 1948 في الصحف اللبنانية و الفلسطينية, وقد ضاعت حتى من الكاتب نفسه.

هناك ١٣ تعليقًا:

غير معرف يقول...

(ENG)Hello of Brazil. I visited he blog. (POR)Sou do Brasil. Eu visitei o seu blog.

ملاك يقول...

Welcome to the blog
Though I am wondering how could you read it and be interested enough to comment if it is in Arabic ?
And how am I supposed to reply you in portoguese if I visited your blog?



عنجد عجيبة: واصلة بجد صايرة انا


أه أه يا أنا يا عالمية :]

الشيخ زرياب يقول...

كنت بالأمس ليلا, في مثل هذا الوقت أقرأ عددا خاصا لمجلة مشارف في ذكراه الأولى, وقد طرحت نفس الأسلئة على نفسي وإن لم يكن بنفس العمق, فأنا من أولئك الذين يحبون الاستمتاع بالنص أكثر من الإمعان في صاحبه, ولذلك أحب محمود درويش وإدوارد سعيد ولا أحب أن ألتفت كثيرا لمواقفهم خاصة السياسية, وهذا لا يعني أنني وصلت لمرحلة من الحسم في هذا المضمار, فالقضية ما زالت تشكل لي هاجسا كبيرا, إنها قضية إشكالية ولا أعرف السبيل لحلها !

غير معرف يقول...

ولعت... بلشت ملاك تضرب ضرب عشوائي...
مع اني متشائل...وليس فقط ككنيه..وانما متشائل الموقف
لاميل حبيبي بعض الشوائب ومن منا لا يحملها
..على الرغم من ان كتابات اميل حبيبي تركت اثر كبير اليسار الصهيوني وشكلت لدى اليسار شبه طريق اخرى نحو الاعتراف بالذنب والتخلص من الصهيونيه وبناء يسار اسرائيلي شبه رديكالي
وصل الى حد ان بعض المبدعين
الاسرائيليون
رفضوا تقبل جائزه اسرائيل
فكانت ضربه قاضيه له لانه لم يفعل هذا
... ولكن كل هذا يصغر حجمه امام كتابات حبيبي اللتي تشكل ارشيف المعاناه الفلسطينيه

غير معرف يقول...

بسيطة
اعملو مثلي
(بما اني بكره كل البشر بما فيهم كل كاتب قرئت له)
رددو (اختك يا حبيب او يا محمود مثلا) عند قرائت كتاباتهم، اي نعم هذا ليس حل جذري للمشكلة لكن ستجدون ان سيعود عليكم بشعور بالراحة النفسية فريد من نوعه
لكن اياكم و الادمان على هذا الشعور فانا حاليا استخدم هذا الشعور لاغراض غير شرعية

أحمر يقول...

أعتقد أن المشكلة الأساسية هي ذهنيتنا التي تبحث دائما عن بطل، و التي ينقسم الناس وفقها إلى أخيار أنقياء لا يؤذون نملة، وأشرار بالمطلق يضحكون على طريقة نييييييااااه نيااااااااه نايااااااه أو عاه عاه عاه عاه عاه!

نحن نحمّل أميل حبيبي ومحمود درويش وغيرهم فوق طاقتهم، لأننا نعتبرهم رموزا، للأدب المقاوم، للشعر المقاوم... إلخ
نعم هؤلاء لا يجسدون المثقف العضوي كما نتصوره، ولا حتى نموذج برتولد بريخت، لكن هم أيضا لا يقدمون أنفسهم كرموز.

إميل حبيبي إبن بيئته، وإبن عقلية معينة قد يتم تجاوزها تاريخيا أو لا يتم، لكنها تعبر ببساطة عن الواقع الذي هو واحد من إفرازاته، وهو يملك جرأة الاعتراف بذلك
نعم يمكن انتقاد مواقفه كسياسي وكحزبي (المجد لستالين في العلا وعلى الأرض السلام)، لكن هذا لا ينقص شيئا من عظمة، وريادة رواية المتشائل
في الداخل الفلسطيني، أعني مناطق 48، يفترض ألا تسري معايير المقاومة والصمود السارية في أماكن أخرى، طالما ليس هناك مشروع عربي أو حتى مشروع فلسطيني يشكل مرجعية لهم. إنهم كالمورسكيين يشكل مجرد بقاؤهم هناك حاليا نوعا من النضال، والصمود
قد يمتد الجدال السياسي بين أطراف الداخل الفلسطيني حول الاستراتيجيات من النضال المطلبي للحصول على مزيد من الحقوق للمواطنين العرب في دولة إسرائيل، وحتى التمترس وانتظار اليوم الذي يعانقون فيه أولى طلائع جحافل التحرير العربية أو الإسلامية، وهذا الجدل بين هذين القطبن وما بينهما هو ببساطة تعبير عن الأزمة الفلسطينية في مناطق 48، والتي عمقتها أزمة الحركة الفلسطينية ككل.
إلى أن نوجد المشروع السياسي العربي أو الفلسطيني القادر على تمثيل هؤلاء، أعتقد أنه من الأفضل ترك مسألة حسم المواقف إلى أهل الداخل وعدم المزاودة على ربهم، ومبدئيا التوقف عن محاولة البحث عن أبطال أو رموز

كون المغنية الإسرائيلية يمنية الأصل عوفرا هازا صهيونية بيت كلب نلا يعني أن لا تحركك أغانيها

ملاك يقول...

شكراً للجميع على تعليقاتهم

زرياب: يبدولي يا رفيق ان مثل هذه المسائل يتم حسمها _اذا ما حُسمت اصلاً_ عبر المرور بسلسلة من التحولات في فكرنا ووعينا تؤدي الى الموقف النهائي منها الذي يأتي طفولياً او ناضجاً بحسب التجربة الذاتية و الادبية و ضمن الجماعة على ما اعتقد ولا يمكنني ان اجزم طبعاً


المتشائل: منور خيو, من زمان ما طليت نواحينا.

كان يجب ان اضع في العنوان "حبيبي خائن؟!" باستخدام اشاراتي الوقف كي تتضح فكرتي اكثر, و الان يأتي كلامك عن اثر حبيبي في اليسار الفلسطيني ليؤكد لي اني بحاجة للمعرفة اكثر حول الموضوع كي لا ابدو حازمة جازمة بهذا الشكل الذي قد يظلم الجانب الايجابي في كونه احد من بقي في البلاد السليبة و من حاكمناهم طويلاً (نحن الذين في الخارج قسراً ) على انهم خونة و متخاذلين الخ الخ من التسميات التي وعى بعضنا مؤخراً انها كانت مضرة بقضيتنا كفلسطينين ككل

أحمر: حين كتبت هذا النص كنت مسكونة برغبة حثيثة في التخلص من شعور هائل بالخذلان من اميل حبيبي تحديداً, ولكن _وهذا ليس تراجعاً بالكامل عن موقفي ربما_ هذا النقاش هو ما احتاجه بشدة لافهم و اطور وعيي الخاص بمسألة الفصل بين الفنان كفكرة و كشخص حقيقي من لحم و دم.
ولكن يا رفيق المشكلة ليست فيّ كقارئة او متذوقة للفن فقط ( و تدري ان هناك مدرسة في النقد الادبي تعتبر ان الكاتب و النص لا ينفصلان, و هناك ايضاً ان الكتّاب انفسهم يشددون ان كل شخصية كتبوها او كتبوا عنها فيها بعض منهم, فما بالك بحبيبي الذي اعترف انه هو المتشائل بالكامل؟). ثم: ابداء الرأي و الذي يثير نقاشاً مهماً كهذا على الاقل بالنسبة لي, ليس فيه مزاودة على رب اهل الداخل بالمرة و لا يمكن لي ان ابرر لنفسي او لأي احد مثل هذا التوجه في التعاطي مع اهلنا في الداخل

ربما يغفر لي يا رفيق اني اعيش في لبنان, حيث الانفصام تام و القطيعة نهائية بين الفلسطينين هنا و بين اهلنا في الضفة والقطاع بالمعنى الفعلي و السياسي و الانساني بسبب الاوضاع الغير انسانية بالمرة التي يمارسها القرار السياسي اللبناني بحقهم, فما بالك بمن بقي من بقية اهلنا في فلسطين؟

انا احتاج هذا النقاش, و لا يمكنك تصور مدى سعادتي اذا صح القول بهذا النقاش, خاصة ان مثقفينا الجهابذة هنا يتوقعون ان يكون كلامهم و ارائهم سلام قول من رب عليم و انا ارفض هذا المنطق بقولبة رأيي تحت جناح اي كان

ثم: لا يمكن ان نتوقف عن البحث عن رموز او محاولة ان نكون نحن بذاتنا رموزاً نجسد ما نؤمن به و نحلم به, لا ادري اذا كان الحديث عن صدمة يبدو طفولياً و فيه مراهقة فكرية و ادبية, ولكني لا استطيع ان اتقبل من رفيق او اي كان ان يملي علي ما يجب فعله او التفكير بهمبدئياً او مرحلياً او مطلقاً . وبما انو"سيرة و انفتحت" يا رفيق, من يضع نفسه في دائرة الضوء برأيي و خاصة في مجال الشأن العام و التأثير فيه ( صحفي بيفرق عن مجرم وكلاهما قد يكون في دائرة الضوء) صار بحكم الخيار الشخصي و السعي وراء الشهرة( ولا تنكر ذلك على درويش مثلاً و الا فلماذا يهتمون بنشر اعمالهم اذا لم يشعروا باهميتها المطلقة عند الناس مثلاً), من يسعى لذلك يكون شاء ام ابى في مجال المحاكمة الاخلاقية و الادبية عن كافة خياراته الاخرى

وانا هنا لم اتكلم عن ادب فلان او علتان, بل عن الممارسة الشخصية و التناقض بينهما. قد تقول ان "اكس" حر فيما يفعله, انا معك و لكن هذا الاكس حين يسعى الى الضوء و الشهرة فهو يخرج من الشخصانية و يصير ملكاً عاماً للناس برأيي


اخيراً: المقالة التي قرأتها عن حبيبي, و كل الموقف غير النهائي من موضوع الفنان و تماهيه مع ما يقدمه في ممارسات خياراته اليومية,جعلت من عقلي خلية نحل تفكر منذ ليل ما قبل الامس.

وعليه سأنشر رسالة محمومة الوقع فيها بعض مما افكر فيه حول الموضوع اكتبها في هذه اللحظات ولم انتهِ منها بعد مع اني بدأت منذ عودتي من عملي اليوم , وحتى انشرها و تقرأها وتعلق عليها على ما آمل: لكل حادث حديث


ومساكم:)

ملاك يقول...

احمر يا رفيق: دخيل ربك لا تدوخني بكلمات كبيرة, انا لا حمل مثقف عضوي و لا غرامشي ولا برتولد بريخت

احكيني بشي افهمه يرضى عليك لاقدر اعرف بالزبط شو قصدك, شخصياً لا قرأت غرامشي و بسمع بالاسم التاني و بيمر معي بمجلة الاداب بس بتلبك بس اجرب اقرأ له او عنو لاني مش قاريتلو اشيا غير مجتزئة: اعمل في معروف و دلني شو اقرأ لهيك اسماء لافهم شو القصد بذكرهم بسياق النقاش (اسم الكتاب و الدار لحتى اقدر اجيبهم خاصة في معرض بيروت الدولي للكتاب قريباً ولو بدي اغلبك يا رفيق)

صحيح, يعني مش خجلانة اني اسأل بس بدي اغلبك تقللي مين المورسكيين؟
وشو ممكن اقرأ لاعرف عنهم اكثر

واخيراً _منحكي بالمشروع السياسي الفلسطيني الجامع بس تحب يا رفيق_ بس ممكن تحط شي للمطربة الصهيونية عوفرا هازا حتى توسع خلفيتي الموسيقية ؟

وشكراً :)

ملاك يقول...

احمر يا رفيق: دخيل ربك لا تدوخني بكلمات كبيرة, انا لا حمل مثقف عضوي و لا غرامشي ولا برتولد بريخت

احكيني بشي افهمه يرضى عليك لاقدر اعرف بالزبط شو قصدك, شخصياً لا قرأت غرامشي و بسمع بالاسم التاني و بيمر معي بمجلة الاداب بس بتلبك بس اجرب اقرأ له او عنو لاني مش قاريتلو اشيا غير مجتزئة: اعمل في معروف و دلني شو اقرأ لهيك اسماء لافهم شو القصد بذكرهم بسياق النقاش (اسم الكتاب و الدار لحتى اقدر اجيبهم خاصة في معرض بيروت الدولي للكتاب قريباً ولو بدي اغلبك يا رفيق)

صحيح, يعني مش خجلانة اني اسأل بس بدي اغلبك تقللي مين المورسكيين؟
وشو ممكن اقرأ لاعرف عنهم اكثر

واخيراً _منحكي بالمشروع السياسي الفلسطيني الجامع بس تحب يا رفيق_ بس ممكن تحط شي للمطربة الصهيونية عوفرا هازا حتى توسع خلفيتي الموسيقية ؟

وشكراً :)

أحمر يقول...

يلعن بيل غيتس أخو قحبة! قعدت ساعة أكتب رد، عشان يقول لي بعدين إنو بحححح

وضاع التص، ولا عزاء للكادحين

أعيد المحاولة فيما بعد، لإنو طلع ديني وأنا بطبع

ملاك يقول...

بسيطة رفيق
يوم السبت بعد الضهر قعدا برضو شي ساعة اكتبلك تفسيمة اللعبة بمدونة زرياب و بعدين طار النص

شو نقول: الكمبيوتر جهاز الرأسماليين و ما بيجي منو بالهين مع الكادحين اللي زي حالتنا

صباح الخير :)وروق مش محرزة

غير معرف يقول...

ملاك بحالة مثل الحالة الي إحنا فيها ، صدقيني إنتي أكثر قدرة بمية مرة تعرفي تحددي الصح ، بدون ما تقرأي بريخت ولا غرامشي ولا أسامة بن لادن .



المسألة بتتعلقش بس بالأدب ، المسألة إنه هالأدب الي يفترض يحقق وعينا بالأشياء أو يجذر وعينا فيها وينه ؟ ( لحتى نقدر نقول إنه بنتمي إلنا )
يعني هلق إميل حبيبي ، واحد من أفضل الروائيين ، زلمة بيكتب بمستوى فني ممتاز ، ويمكن هو بين أفضل ثلث روائيين عرب بالمطلق ... بس بالآخر لما نجي نقارب مضمون نتاجه ، شو بيطلع ؟ والأهم إنه أنا لازم أميز ..

أول شي : كل مناهج النقد صارت تحكي بضرورة " تجاوز المؤلف لنحقق قراءة موضوعية ونقدر نستقري النص .. يعني بيهمني أبحث عن أدبية النص .. لإنه هي الشي الي بيميز الفن ، الأسلوب وتقنية الأدب هي الي بتخليني أحكي والله هالعمل ممتاز .. بصرف النظر عن مضمون هالعمل إسلامي ، شيوعي ، نضالي ، راديكالي ، فلسفي، لا إنساني ، صهيوني ... سكسي

طيب لنفرض إني قلت :
والله قبل مدة ، شفت نص .. في رثاء أبو مصعب الزقاوي .. يا لطيف قديش كان رائع ؟ لو نحكي هالحكي للعلمانين ، وتبعون النيو ليبيرتي .. بيقولوا : تفو قديش إنتا منحط ؟

يا لطيف مش هاظ الي بدكم إياه ؟ إنه ننسى كل شي " مضموني " ونركز عتقنية الأدب ، يعني اللغة ، الصور الشعرية والمجازية ، البناء الفني للعمل الأدبي .

هاي مشكلة النقد " الي بيسموه " ما بعد حداثي وحداثي وتفكيكي ، يعني بديش أصير أتفلسف ،وأقول إنه البنيوية وجاك دريدا وميشيل فوكو عملو وطلعوا وحطوا وقالوا .. لإني بعرف إنه .. بحالة زي الي إحنا فيها " كس أخت الكل "
لإنه ، بحالة زي الي إحنا فيها ، بيهمني كثير إنه الفن يجذر وعينا بالأشياء الي بنآمن فيها .. حتى نحكي إنه بنتميلنا بامتياز .

حبيبي اختار طريقه ، وهو حر .. بس أنا مش معني أحترم هالزلمة لإنه روائي متميز ، لإنه صيغة الصراع الي يفترض يكون حبيبي جزء منها ، بتحتم علينا نتبنى أشياء واضحة لنكون في الموقع الصح .

ولإنه .. ما كانش بيهم ، رولان بارت .. لما قال مقولته الشهرية ، لا هظيك العادة الشهرية ، لما قال مقولته الشهيرة يا لطيف " موت الؤلف " ما كان بيهمه شو الموضوع الي بطرحه العمل الأدبي
لإنه ما كان يقرأ نماذج أدبية مسيطر عليها النسق الأيدلوجي وصراع مصيري كان بيقرأ أعمال بلزاك ، و قصص الدياكميرون تبعت بيكاشو ، يعني هالأشياء .. فعليا ، ما كان بيهم فيها ، تحديد مواقف " من أشياء مصيرية " كانت أعمال أدبية فردية ، وما كان وقتها بقدر أحكي عن حد من هالمؤلفين إنه والله زلمة مش ممتاز لإنه كتب عن " الحب " أو لإنه كتب عن الطفولة " أو عن النزعة الإنسانية ... لا كان بيهمني أشوف شو مستواهم الفني . لإنه بالنهاية ، بهيك مضامين بيهمني بالدرجة الأولى كيف قدر هالأديب يقدم رؤيتة ، بحكي كيف قدّم مش شو الي قدّمه .بس بحالة زي إميل بيهمني شو قدم أكثر من كيف قدم .

يعني ، تماما مثل فيلم عن قصة حب روميو وجولييت لنفرض ، المضمون هو نفسه في فيلمين ، واحد أعجبنا والثاني شفناه سخيف ، أكيد قدرة المخرج والممثلين .. هي الي بتحكم تقييمنا ، مش مضمون العمل .. وهالشي زي الأدب .. ما بقدر لما بدي أقارب من وجهة نظر " أدبية " أحكم عالمضمون ، لازم أعرف كيف تشكلت " أدبية النص "

بس بحالة زي إميل إنه وضعه أول شي، وقراره بتبني الكتابة في " الصراع العربي الصهيوني " بيحتم إنه بالضرورة نقرأ إميل من منطلق أيدلوجي ما بنفصل أبدا عن قرارات إيميل الياهو أو الهوتميل " إيه مرات بشرد " ، وعن تجربته بالحياة .



يعني أوكي ، ممكن أقرأ قصيدة غاية في " الصهيونية " وما أنكر إنها عمستوى فني ممتاز . أو أقرأ قصة بتحث على تقطيع رؤوس الشيعة ، وأحكي أوف شو هالمستوى الي بيكتب فيه القاص ، شو هاللغة ، شو هالتقنية العالية .

ملاك يمكن مرات بتنجري وراعاطفتك إنه حبيبي حيفاوي ووصى يكتبوله عقبره " باق في حيف " يعني كل إنسان بيرتبط بالمكان الي انوجد فيه ، بس المشكلة لما أفصل وعيي بالمكان عن كل شي ثاني ، شو يعني أظل بحيفا طالما ما تبنيت خيارات حيفا .

يعني ، بالآخر أي حيفا الي ظلو فيها حبيبي ؟ .. ومن أي منطلق كان حبيبي يناضل ضد " إسرائيل " ؟ مش من منطلق اليسار الإسرائيلي الي رغم كل شي بيظل إسرائيلي .

عن جد يعني ، اليسار الإسراييلي إشي بيجنن ، مدري مش ... يروحوا يضربوا بيبعصوا ربي لما يصيروا يحكوا عن هاليسار وكأنه علامة مضيئة بهالكيان ، لما تقول يسار معانته إنتا بتتبنى منظومة فكرية ، ما بتستند لأي مرجعية دينية .. وهالحكي يعني إنه أول خطوة لازم تعترف فيها إنه إنتا ياهاليسار في المكان الغلط وإسمك كله غلط .. لإنك مش فلسطيني ، وتعترف إنه كل هالكيان الي إنتا بتنتميله " وبتناضل ليصير أحسن وأكثر عدالة ومدري شو " كيان أخو شرموطة .. بكل شي بتعلق فيه . بما فيه إنتا .

وإنه الحق الوحيد وقتها بيصير ترجع فلسطين كل فلسطين .. لصحابها ، مو تتموضعلي بمكان تقدم فيه طروحاتك الي أصلا كلها صارت متهافته لإنك بترتكز عشي غلط .. يا سيدي لما هلقد النضال هاجس عندك يا يسار ، روح ناضل من المكان الصح ، أترك الحيّز الي إنتا شاغله من هالأرض لإنه في غيرك أحق فيه ، لإنه إنتا " محتل " بالضرورة يا حمار ... ما دمت جيت لهالكيان بطريقة غلط وعلى حساب ناس هالمكان . كيف بدك تكون " محتل " سواء أكنت مدني ولا عجوز ولا مثقف ولا شيوعي وتيجي تنظّر عربي ، بإسم النضال والإنسانية والعدالة ؟

هسا إميل حبيبي بأعماله ، ولو فرضنا إنه بيكتب من جوا " إسرائيل " يعني كان بيقدر لو إنه كمبدع متبني الخيار الي إحنا بنآمن فيه كناس واقفين بموضع المواجهة مع هالعدو ، كيف ممكن يفسر قبوله جائزة الدولة الإسرائيلية ؟
يعني قام تبرع فيها لجمعيات بتعالج جرحى الانتفاضة ؟ يا لهوي .. والله عذر أقبح من ذنب .. مهو أي واحد من هاليسار كان بإمكانه يعمل هالشي عأساس إنه بده عالم يتعايش بمدري شو ، وعأساس يبين قديش متبني فكرة النضال .. وفكرة ال الخ الخ الخ .

وغير هيك .. أصلا حتى لو رفض الجائزة .. بيكفي إنه إميل ترشح أصلا للجائزة ، ونالها " كما رأى الكيان الصهيوني " عن جدارة واستحقاق (في الوقت الي في كثير مثقفين وأدبا نالوا جوائز ثانية من هالكيان جوائز باسم الموت وهذول الي رح يظلوا بذاكرتنا لإنه وهم موغلين بموتهم لسا عم بيناضلوا)...بيكفي هالشي عشان نعرف إنه حبيبي ما كان غير زلمة روائي ، لما نجي نقارب من وجهة نظر فنية أعماله " بنفقول زلمة فوق فوق "


بس إحنا .. بهالوقت وبهالحالة الي إحنا فيها ما بيهمنا شو مستوى حبيبي الفني لما يكون بس بيكتفي بتوصيف " مشكلة الصراع العربي - الصهيوني " من منطلق فيه مية إشكالة.. منطلق واحد بيتشظي ، ليحدد موقفه ، واحد ضعيف جدا جدا قدام " حيفاويته الأصيلة " وحيفاويته " الإسرائيلية "

يعني ، ما في غير حيفا وحدة .. بس عند إميل كان في حيفاوتين ..



إيه لما يكون حبيبي هلقد ضايع ، ومش قادر يحدد مرتكزات موقفه .. ولما ولما .. وقتها هاي مشكلته ، وهاظ خياره .. بس أنا وقتها برضه مش رح أنظرله كإنسان بحترمه كثير .

ولما أبدي وجهة نظري فيه ما بكون بزاود عليه ، لا ..بعرف قديش طلعت حيفا ويافا والناصرة وأم الفحم ناس كانوا عارفين شو موقعهم وشو أهدافهم وشو قضيتهم برغم إنهم جوا " هالكيان " وكانوا واضحين وما بتحتمل مواقفهم أي لبس . ومنهم الي استشهد في سبيل هالقضية .
يمكن آخر مرة قرأت فيها لحبيبي كانت قبل سبع أو ثمن سنين .. ويمكن ما بتذكر تفاصيل وأشيا بأعماله .. بسس بعرف طول عمري إنه حبيبي مش هالأنموذج الي ممكن أحترمه .

شو بدي بالأدب كله ،لما يكون بس " فن " ما هيها هيفا وهبي لما تهز بطيزها ممكن نسمي الي بتعمله فن . وممكن يكون ممتع أكثر من أعمال حبيبي ودرويش وأدونيس .

عسيرة أدونيس ، يمكن كنت بعتبره ، ولا زلت ، أفضل شاعر عربي مع درويش ، لا وهو قبل .

لما أحكي عن أدونيس كشاعر .. بحكي عن واحد ، مستواه الفني إشي بيأهله ليوخذ نوبل .وهو من كذا سنة مرشح لهالجائزة . بس برضه مستوى أدونيس " الأخلاقي " بيأهله لنوبل كمان . أنا بحكي أخلاقي ، لإني لما أشوف أدونيس .. بينظر عطيزي بإسم النزعة الإنسانية ، والحب ، والمدري مش .. وبعدين بيصير يراوغ بمواقفه وآراؤه إزاء قضية " إنسانية " واضحة معالمها زي قضية فلسطين ، ويصير يحكي عن ضرورة التعايش ، وإنه لازم نبحث عن أساليب حضارية للنضال في قضايانا ، حاربوهم بوردة ..مدري قردة .

ولما أشوف أدونيس بيلتقي مع شعرا صهاينة ، في مهرجانات للشعر .. إي بحكي أخت ادونيس ، يعني بالنسبة إلي شو ظل منه ؟

بأي منطق ممكن نفسر الي بيعملوه ؟ بمنطق الإنسانية ؟ طيب مهي أخت الإنسانية بتحتم نكون واضحين ، ونحكي إنه أدنى درجات الإنسانية بتعني إنه كل هالكيان أخو شرموطة ، وإنه ادنى درجات الإنسانية بتزكّي نضال الإنسان لاجل قضاياه العادلة . ما تحكيلي مهو وجهة نظره بتختلف إزاء " القضية العادلة " يعني الحمار أحمر حمار ، بيقدر يحدد شو حقيقة القضية الفلسطينية .


إحنا بموقع وبحالة خيارنا فيه واضح .. يعني ، ما بده كثير تعب تيبين شو الصح وشو الغلط ، يمكن في أشيا بتحتمل وجهة نظر ، لكن في أشيا أساسية وجوهرية هي الي يفترض تكون منطلقنا ، والمشكلة إنه هالأشياء يبدو واضحة عند معظم الناس إلا عند المصفقين ، مدري المسقفين والنخبويين .

إيه قرد يشيلني شو بحكي 
آيم قوينغ تو إيط سبانخ ،

طحياتطي .. أخوكي بالله " رفعت برعي أبو سمونة "

ملاك يقول...

شكراً يا الله ع ردك المطول هون

ما بعرف لو برجع بعلق عليه هون او منحكي و منتناقش بغير مطرح


أكلت سبانخ؟