شوكولاته



يمايييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

احسن اختراع في الدنيا, و اياً يكن من بدأه فإني اعتبره إلهاً , او آلهة لأن تتبع جذر الشوكولاته يحيلها على بضعة شعوب, وهنا لست بصدد الدقة العلمية بقدر ما انا بصدد رفع الشكر لأي من اشتغل و انهمك و تذوق وتعب ليكون لي اليوم _واقول لي اذ يحلو لي ان افكر ان كل ما سبق تم تحضيره بعناية قدرية فائقة الدقة لاستمتع به انا حين آتي الى هذه الدنيا_كل هذه الخيرات من الخيارات الغنية بالطعمات و الروائح و الذكريات الرائعة.

يا أمييييييييييييييي ع الشوكلا حسبما نقولها في الجنوب, ونقولها مفخمة كلفظ "الله". في الجنوب نحن نفخم كل الكلام لأننا ناس فخمين, صحيح ان في مطبخنا الف نوع طبيخ بالبرغل لأنه اوفر ما يمكن تحضيره واطعامه لسد جوع العائلات الكبيرة التي ننجبها تاريخياً في تلك البقعة الرائعة وغير الرائقة من الكرة الارضية (بالمناسبة هي ما بتجي نقطة ع اي خريطة لهالعالم , بس انا بفكر انو هي و جنوبها , يعني فلسطين, هني الكون كلو بالنسبة الي و هي محور ارتكاز العالم القديم و الحديث)

المهم: الشوكلا شيء خرافي , اينما اكلتها و كيفما اكلتها تنقلني الى مرتبة عالية عالية, بالنسبة لي تتفوق حتماً على افخم حشيشة واعتق كأس نبيذ في جعلي احلق بعيداً في عوالم ارى فيها الدنيا و نفسي ملوينين بأجمل الألوان, حتى تلك التي لم تُخترع بعد في قاموس العين

تشهد على محبتي القديمة اسناني المنخورة بالتسوس الفادح وقوامي المضاف اليه اثار المتع المتجددة. وتشهد سلة مطبخي التي لا تفرغ منها قط, والهدايا الاعز التي اتلقاها بكميات كبيرة منها من اصدقائي في عيد ميلادي و مناسبات اخرى تشهد كذلك.

احبها احبها احبها كما لاشيء: بالامكان دوماً, وفية ابداً وتتواطئ مع حبيبات التذوق في لساني كل مرة كأنها المرة الاولى, وهي افضل ما يمكن ان يحصل لمزاجي في يوم نكد
باب برادي يضج بالمقولات عنها وصورها الشهية. احتفالاتها تعني حتماً جرعات مضاعفة من الفرح. الجرائم التي تُرتكب على اسمها البهي تصبح اكثر اغراءً وقيمةً .
هي ببساطة"شوكولاته"! سائلة لتُشرب, قاسية لتُقرش, لينة لتُذوب

::

الله الله يا شوكلا: لا ازال طفلة امامها.

تعيدني تلك الطفلة التي تتسلل الى حضن عمتها و تقبلها و تشم رائحتها فتعطيها شوكلا خاصة و طيبة ولها هي فقط لأنها حبيبة عمتها. ملفوفة بورق لامع ازرق او اخضر او زهري, ومقدمة بكل ذلك الحب الذي لا ينوجد في الحياة مرتين.

ارجع الى دلالي على بابا وشقاوتي وانا اختار انواعها في المحل. واخيراُ قرر والدي و اختصاراً لتبذير الوقت في مفاضلاتي بين كل ما احب و اريد من انواعها, قررا جلب صناديق منها الى بيتنا. في الصباحات, كنت اندس في سريرهما الكبير الدافئ العابق برائحة النوم و الكسل الشهي. يستيقظ ابي و يلاعبني قليلاً, يتأكد من تنظيفي لاسناني و تغسيل وجهي جيداً "شميني ريحة ايديك و فرجيني عيونك نظاف من ورا النوم" وألعب بذقنه محاولة عد شعراتها البيضاء ثم استسلم للمسات ماما التي تستيقظ على اصوات ضحكنا الصاخب. تسأل بابا هل ملوكة بنت شطورة و يجيبها بالايجاب دوماً فتأخذني الى حضنها العارم بالحب و تغطيني بالقبلات لكي لا أرى بابا جالباً احد الانواع التي عرفت لاحقاً اين كانوا يخبئونها ليعطيني اياها كي آكلها بعد فطوري.

شوكلا بالكيس, وشوكلا الاسد وشوكلا اصابع. هكذا كنت اسمي انواعها "يعني بالتتالي Maltesers,Lion Bar, Twix”كان لأهلي طرقهم الخلاقة في ايقاعي في شرك حب الشوكولاته الجميل و في استخدامها مكافأة لاي سلوك مرتجى مني, لهذا كنت فتاة جيدة التربية حين كانوا يحشونني بها. ألهذا صرت قليلة التربية ووقحة بلا ادب حين اجبرت على الاعتراف بوجود انواع اخرى للحب غير تلك البنية الجيدة النوعية؟
::

في عيد ميلادي الذي اتشاركه مع ابن عمتي, والذي كانوا يصرون على احتفالنا به معاً, كنت احول الدنيا منكبة حين تكون كعكة الشوكولاته من نصيبه, وقد كانت كذلك كل سنة. لليوم لا زلنا انا وهو و العائلة نضحك مديداً على تلك الذكريات الطريفة المبللة بدموعنا. لا ادري لما لم يكن ليخطر ببال العائلة ان تحل الازمة بجلب كعكتي شوكولاته بدل المناحة السنوية التي حولوا اعياد ميلادنا اليها

يحلو لي ان افكر انهم خبثاء و كانوا يستمتعون بطرافة مناظرنا ونحن نكاد ننشق عن لحمنا نريد قطع كعكة الشوكولاته, وكيف كنا كالفئران الجزعة نصمت عند الاكتفاء من ضجيجنا و التلويح بحرماننا من اكل حصتنا من الكعكة المُشتهاة.
::

في اول زيارة لي لبدر وحلولي انا ضيفة في بيتهم , اكرمني بأن صنع لي طبقاً خاصاً من الحلوى بالشوكولاته وقدمه لي كاملاً لأنه مثلي في حبها بشهادة صديق غالٍ اعتبر انه" ما بعرف اي حد بالعالم بيحب الشوكولاته زيك او بيستاهل تتقدملو قدك". لقد غفرت لبدور تلك البادرة المُحبة عن سنوات من البكاء قهراً وانا ارى مطالبي بقطع كيكة الشوكولاته مرفوضة إكراماً للضيف الذي كانه انذاك
ايلي يجلب لي شوكولاته اينما ذهب, وشروق اهدتني حمولة منها في عيد ميلادي. الشلة استمتعت باختياري لكعكة عيدي هذا العام لأنها من اطيب ما قد تكون الشوكولاتات.

نادو تزور معمل شوكولاته في بنسلفانيا قريباً, وتراسلني لتقول لي انها تدعوني لزيارته متى اردت لأنه حتماً جنتي . حتى اذهب في تلك الزيارة –الحلم, اشترط عليها ان تهون انتظاري بأن تأتيني بأكوام منها كتذكار من تلك الرحلة الخرافية التي شد ما احسدها عليها .

::
في بيروت, اخذتني رانيا الى محل شهير بصنع مشتقات الشوكولاته الرائعة في منطقة الاشرفية. طلبت من النادل ان يأتيني بما سيجعلني اعود اليهم حتماً, وفعلاً أتاني بشيئ خرافي يسيل عذوبة في فمي لينحدر الى قلبي مباشرة (هذه حقيقة غير علمية لكنها حقيقية: الشوكولاته تذهب الى القلب و هو يضخها حباً الى بقية الجسد و الاعصاب و يوزعها بجمالية تجعله اعلاناً واضحاً: ان جسد معجون بالكاكاو و الحب ونكهات اخرى فتكون الكيلوغرامات الزائدة شهية و مرغوبة. اكره زيادة وزني حين التهم النشويات مثلا, ولكني لا ألقي لها بالاً لو أتتني من الشوكولاته بل ارحب بها و اتمناها تزيد )المهم: كنت اتناول هذا المشروب السحري الذي له اثر الحكايات الخرافية في الاطفال واصدر اصوات الاستمتاع و الفرح بهذا الاكتشاف الرهيب حين اتت النادلة الاخرى لتقول لنا" عفواً بدي اقلكم شي بس ما تفهموني غلط"
رانيا و انا ابتسمنا: تفضلي
"اكيد انتو مش من اهل الاشرفية"
وافقناها وان استغربنا كيف يمكن فهم مثل هذا التعليق غلط قبل ان تردف"قلت هيك انا, لأنو ما عندكم الكلاس تبع اهل الاشرفية"
في تلك اللحظة وقفت يدي في الهواء وصار وجهي بركاناً على شفا الانفجار الذي اتى بأرقى صوره: كيف ممكن هيك شي ما نفهمه غلط؟
رانيا امسكت يدي لأنه بدا واضحاً ان سألطش البنت المخبولة "كف يلفها لف".
المسكينة اجابت: عنجد مش عارفة كيف اقلكم, بس ما بيجي حدا لعنا بياخد شي و بيفرجينا انو هالقد مبسوط, انتو مخلينا نحس انو عم نعمل شي عنجد غير شكل.
لعله اثر المشروب الغير شكل بحق الذي يصنعونه, او هي بلاهتها الطريفة التي جعلتاني اضحك بصوت عالٍ وصاخب وقتذاك واتغاضى عن تعليقها و اسألها بمرح: كيف ممكن ما ينفهم هيك سوأل غلط الا لولا عم بشرب هالقد شي طيب عندكم؟

منذ ذلك الصباح الجميل, صار "كازا دي جيليتو" افضل مكان لتمضية وقت ممتع بحق مع الاصدقاء, نتصل لنحجز مكاناً فيعطونا أفضل الاماكن و نُستقبل بأروع الضحكات و ألطف التعابير.حتى اننا احتفلنا بعيد ميلاد رانيا ذات مطر بعدما تخطوا ساعة الاقفال _نحن وصلنا متأخرين حقاً_ وغنينا و رقصنا مع فريق عملهم لوقت متأخر"على حساب المحل, ولو خلونا نفرح معكم انتو حبايب من زمااااااان" هذا كان رد مدير المحل الذي حظي ليلتها بقبلات كانت كافية لتحول وجهه الوسيم الى لوحة بديعة ملطخة بآثار شفاه بنية
::

في عمان: ميرابيل هي وجهتي الحتمية "لكعكة" الشوكولا فوندون الرائعة التي يصنعونها بدقة بالغة منهم وصبر طويل مني, اذ يستغرق اعدادها نصف ساعة تقريباً. حين اخذ اصدقائي هناك لتشارك متعتها الفتاكة, تزداد الاحاديث لذة كذلك, فللشوكولاته اثر غير محدود بحق!
وفي حديقة مرابيل اياها"زلاطيمو سابقاً و الله يا حداثة الله" حظيت بأجمل هدايا الشوكولاته: تلك كانت حمولة عبر البحار من اشهى ما تكون الشوكولاته,مع فليمي المفضل "شوكولا" الذي اختار كلما شاهدته ايهما يسيل لعابي اكثر: منظر الشوكولاته او جمال جوني ديب الغجري؟بأي حال شكراً شكراً مجدداً و بمفعول رجعي لذيذ يا محمد

في مصر الجميلة, تشاركت و نيرمين اكلها مباشرة من مرطبان النيوتيلا مع خبز طازج يغري بالذوبان فيه ومعه. زرنا اونلي شوكوليت في الاسكندرية و اكلنا كميات مهولة منها بكل صخب و فرح اصدقاء العمر الذين تقربهم الشوكولاته من بعض اكثر. اتفقنا انذاك ان الشوكولاته اورغازميك, في الحقيقة ثمة لأئحة من الاطعمة تندرج تحت نفس الخانة بالنسبة لي" ماله البصل والتوم و الشاي والاناناس والعصير الخلطة من نعنع و ليمون و فريز و لبنة الماعز وكل شي بشراب الرمان؟" ولكن على الشوكولاته "اسمها ع راااااااااااا س الليسته" والله يرحم ايام مسرحياتك يا فيروز
في ليلة رأس السنة انذاك تمتعت بصباح قاهري ملئ بالشبورة "اي الضباب بالمصري" و بكمية دلع وشقاوة بالشوكولاته تجعلاني الان اذكر سنة 2006 بخير اكثر

في امريكا وقعت في غرام المشروب السحري الذي تصنعه احد المقاهي غير الداعمة لأسرائيل فبات مقهاي المفضل ابداً.فتلك معضلة حقيقة بالنسبة لي ان اكون عاشقة شوكولاته وفي نفس الوقت مُقاطعة لداعمي اسرائيل, لقد اسقطتت اعتباراتي الاخلاقية الكثير من انواع الشوكولاته من قاموسي العشقي لها. سيكون دعم كل مصنعي! الشوكولاته لاسرائيل سبباً اضافياً يجعلني ابرر العمليات الاستشهادية, اذ سأرتكبها بنفسي لو سنحت لي الفرصة . وسيكون اسم العملية " فلسطين بالشوكولاته"وانفجر إحقاقاً للحق التاريخي و فجعاً بالشوكولاته!
اما تشيز كيك فاكتوري فذلك حكاية اخرى واما كوني كنت هناك, في بلاد العلوج, وقت البرد و عيد الهالويين,فقد اكلت كميات لا حصر لها من الشوكولاته لأن ذلك سيعني ذكر رقم لا اود تذكر كيف قفز امامي في الميزان لأنه كان اغلى رقم في حياتي اذ اضطررت _غسر اسفة_لشراء كمية من الثياب التي تعينني على اكمال الرحلة بثياب مقفلة جيداً بسبب البرد الشديد, ولكونها فعلاً قابلة للاغلاق و اخفاء الزوائد الشهية من الوزن العجيب الذي اكسبتني اياه تلك الوجبات الهائلة من الشوكولاته.

اما مدريد و عمايلها وفعايلها في نفسي جراء شوكولاتتها واشياءها الرهيبة الاخرى, فلا اقول الا: يسعدهم الاسبان ويلعن دينهم سوا, كل شي حلو عندهم بيجي مكثف : شبابهم بيدوخوا, شوكولاتتهم بتموت , معمارهم بيذهل. ما في حل مع هيك بلد: اما تفاصيلها رائعة لدرجة الخبل او بلهاء لدرحة الملل!
::

يميييييييييييييييييي
كل الكلام اعلاه و لم انتهِ بعد من وصف فصل من فصول الشوكولاته! صديقتي الجميلة وحبيبة حواسي التي اتشارك شغفي بها مع اي كان.لقد اديت بعضاً من قسطي نحو العلا في هذا الموضوع (سامع يا يا يحيا؟)

هل احاول نشر رسالة حب الشوكولاته على كل العالم؟
ربما و صدقاً: اثرها اسهل و اجمل و اقل كلفة من السلام و التسامح و الغفران وهذه الكلمات الكبيرة "اللي مش جايبة همها". حبذا لو تُقدم في دور العبادات و الساحات العامة و ناصيات الطرق وفي مقار الحكم , ستكون النفوس اصفى لتتواصل مع الله ومع الناس فتكون مهمة رجال الدين والسياسة والمفكرين اسهل وسيصير العالم اجمل و اقل حروباً و بشاعة.و ربما يكون أسمن قليلاً و لكن الحياة عليه ستكون اثمن كثيراً

هناك ٦ تعليقات:

ثلاثاء يقول...

لازم نشدّ على زميلنا الباب الآخر لحتى يباشر مشروعه الفذّ، لأنه ما بعرف اذا حكالك وما بعرف اذا كان رح يحب الفكره اني عم بحكيلك بس هو بدو كثير انه يتعلم الصنعه
واحنا طبعا بنكون من الناس اللي بتشرف على الصحون قبل ما يقدموها ونستولي على كل الاشيا المغريه وخاصه الاورغازميكيات.
شو قلتي؟ نبلش طرق على الباب؟

زفت يقول...

مش عارف شو اقولك؟ قال رح ابدا دايت اليوم ومقاطع الشوكولاتة وحالف عليها ايمانات

روحي يا شيخة

لما كنت ببرشلونة رحت عا محل بالرامبلاس فاتح من القرن التاسع عشر...واكلت هناك كأني ما اكلتش شوكولا من القرن التاسع عشر برضو...حقيقة رفعت راس العرب ...شو بقولك ...كول شي هاند ميد...كل قطعة فيها فكر ورؤية وتصور. زي فيلم شوكولا لجولييت بينوش

ذكرتيني

سؤال عالماشي:

فيش احتمال الواحد يفتح مدونة فلسطينية يلاقي اشي صحي؟
يلعن دين هالشعب

مفقود يقول...

.....
لا تعليق!!

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

قريت بوستك (النص اللي كتبتيه يعني.. مش قُبلتك على الرغم انه كتابتك مثل القُبَل)وانا التهم شوكلاطه لاروش اللبنانيه.. والتي سمحت اسرائيل بدخولها عن طريق الاردن لربما كتعويض عن الجرعه الرائعه من الكتب اللبنانيه والسوريه والتي حرمتنا منها اسرائيل منذ شهرين...

الرائع في الشوكلاطه... انها تنساب في كل مكان.. في السياسه, السينما, الادب, العولمه, تحت تختي.. في برادك
على حاجز قلنديا وفي الانفاق بين غزه ومصر..
الرائع في الشوكلاطه ان نفس القطعة تحمل الممنوع والمرغوب معا...فتعطيك لذه خاصه فقط في الشوكلاطه ,لذه تشحن غرائزك بشهوه وتلذذ بما تفعله...


بالنسبه للمشروع يا ست بكريه احنا اتفقنا انك تنقي على ربي علشان اباشر بالموضوع...وينتى النق؟

غير معرف يقول...

بس ثمة فرق ما بين غلاكسي في عيون فتاة الإعلان المغرمه حد العذاب بحبة غلاكسي..وبين سلفانة النابلسية ومخباية جدتي إم علي التي كانت تنتظر زيارتي بكوم من السلفانة...الله على حبة سلفانة يا ملاك في مخباية إم علي.
يحيى أبوصافي- القاهرة

عابرة سبيل يقول...

يعني انا مش عارفة ليش هيك عملتي فيني الي 4 ايام ما عم باكل شوكلاتة لآني صرت محشية شوكلاتة اد ما باكلها ,,,
و قررت انزل اشتري كتيييييير شوكلاتة
شهيتيني ياها :)